معالم التغيير بعد شهادة الحسين عليهالسلام
لئن شاء الله تعالى أن يُقتل الحسين عليهالسلام بعد خمسة شهور من حركته الهادية ، فقد شاء أيضاً أن يتحرّك الواقع السياسي والاجتماعي بعد الحسين عليهالسلام بالاتجاه الذي يخدم الأهداف التي تحرّك الحسين عليهالسلام لها وقُتل من أجلها ، ثمّ يتحقق كلّ ما أراد تحقيقه. وبيان ذلك كما يلي :
أوّلاً :
تفهمت الأمّة أنّ الطاعة المطلقة للخليفة ليست من الدين في شيء ، وأنّ الدين يدعو مجاهدة سلطة بني اُميّة والإطاحة بهم ، ومن ثمّ نهضت ثائرة تحت لواء هذا القائد ، أو ذاك من مختلف الاتجاهات ، وقد استمرت الثورات عليهم حتّى سقطوا على يد بني العباس ، ولم تعد سلطة بعد ذلك تتبنّى لعن علي والتربية على بغضه.
ثانياً :
تنفس الشيعة ، الصحابة والتابعون من جديد في الكوفة بشكل عام حين ارتفع الضغط الخاص عليهم مدّة عشر سنوات تقريباً بعد موت يزيد أيام بيعتها لابن الزبير (٦٤ ـ ٦٧) ، وأيام المختار بشكل خاص لمدّة سنة ونصف (١٤ ربيع الأوّل ٦٦ ـ ١٤ رمضان ٦٧) حين استطاعوا أن يُطهِّروا المجتمع الكوفي من قتلة الحسين عليهالسلام ـ الذين كانوا يمثلون قمّة الانحراف وبؤرة الفساد فيه ـ ويعيدوا التثقيف الصحيح باتجاه علي عليهالسلام