الفصل الثالث : طرف من أخبار شهادة الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله عليهم)
شاء الله تعالى أن يحبس النصر عن الحسين عليهالسلام ، وخُيِّر الحسين بين البيعة ليزيد أو القتال ، واختار القتال ، وآثر أن يخوض معركة غير متكافئة مع عُسلان الفلوات ، ذئاب الفرات ، وطلائع جيش بني اُميّة ، وهو جيش الكوفة الذي نجح زياد في تصفيته من كلّ متّهم بحبّ علي عليهالسلام فضلاً عن تشيّعه ، ونجح معاوية في تربيته على البغض والحقد على علي وأهل بيته عليهمالسلام ، ومحض المودّة والطاعة لمعاوية ويزيد. ويسقط الحسين عليهالسلام قتيلاً بعد أن وفى أصحابه بما بايعوه عليه من القتال بين يده ، ووفى أهل بيته حين قُتِلوا بين يديه ، ويبدي بنو اُميّة وشيعتهم أبشع مستوى من الحقد والبغض لآل الرسول ، وفيما يلي طرف من أخبار هذه المعركة :
شمر يأخذ الأمان للعباس وإخوته :
روى الطبري عن أبي مخنف قال : نهض عمر بن سعد إلى الحسين عليهالسلام عشية الخميس لتسع مضين من المحرّم ، وجاء شمر حتّى وقف على أصحاب الحسين ، فقال : أين بنو أختنا؟ فخرج إليه العباس وجعفر وعثمان بنو علي ، فقالوا له : ما لك وما تريد؟ قال : أنتم يا بني اُختي آمنون ، وكان قد أخذ لهم أماناً من ابن زياد.
فقال له الفتية : لعنك الله ولعن أمانك لئن كنت خالنا! أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟!