«فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فَوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يَرحض عنك عارها ، وهل رأيك إلاّ فند ، وأيّامك إلاّ عدد ، وجمعك إلاّ بدد؟ يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين».
والحمد لله ربّ العالمين الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولأخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ، إنّه رحيم ودود ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فقال يزيد :
يا صيحةً تُحمد من صوائح |
|
ما أهون النوح على النوائح |
وفي سِيَرِ أعلام النبلاء وتاريخ ابن كثير وغيرهما : أنّ رأس الحسين عليهالسلام صُلب بمدينة دمشق ثلاثة أيّام (١).
خطبة السجّاد عليهالسلام في مسجد دمشق :
وفي فتوح ابن أعثم ومقتل الخوارزمي : أنّ يزيد أمر الخطيب أن يرقى المنبر ويثني على معاوية ويزيد ، وينال من الإمام عليّ والإمام الحسين عليهماالسلام ، فصعد الخطيب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وأكثر الوقيعة في عليّ والحسين عليهماالسلام ، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد.
فقال علي بن الحسين : «يا يزيد ، ائذن لي حتّى أصعد هذه الأعواد فأتكلّم بكلمات فيهّن لله رضاً ، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب». فأبى يزيد.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢١٦ ، مقتل الخوارزمي ٢ / ٧٥ ، تاريخ ابن كثير ٨ / ٢٠٤ ، تاريخ ابن عساكر ـ الحديث ٢٩٦. وراجع خطط المقريزي ٢ / ٢٨٩ ، والإتحاف بحبّ الأشراف / ٢٣.