وصدقتمونا وكذّبنا الناس ، واتّبعتمونا وخالفنا الناس ، فجعل الله محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا» (١).
وروى الطبري قال : لمّا ظهر محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن أرسل أبو جعفر إلى عبد الله بن علي بن عباس وهو محبوس عنده : أنّ هذا الرجل قد خرج ، فإن كان عندك رأي فأشر به علينا (وكان ذا رأي عندهم). فقال : إنّ المحبوس محبوس الرأي ، فأخرجني حتّى يخرج رأيي. فأرسل إليه أبو جعفر : لو جاءني حتّى يضرب بابي ما أخرجتك ، وأنا خير لك منه وهو مُلك أهل بيتك. فأرسل إليه عبد الله : ارتحل الساعة حتّى تأتي الكوفة ، فاجثم على أكبادهم ؛ فإنّهم شيعة أهل هذا البيت وأنصارهم (٢).
وروى المزي عن إبراهيم بن محمد الرماني (أبو نجيح) قال : سمعت حسن بن زياد يقول : سمعت أبا حنيفة وسُئل مَنْ أفقه مَنْ رأيت ، فقال : ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد. لمّا أقدمه المنصور الحيرة بعث إليّ فقال : يا أبا حنيفة ، إنّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من مسائلك تلك الصعاب (٣).
خلاصة :
وخلاصة الكلام أنّ الهدف الأوّل من قيام الحسين عليهالسلام وهو إحياء مدرسة أبيه علي عليهالسلام بإحياء أحاديث جدّه صلىاللهعليهوآله في أهل البيت عليهمالسلام ؛ لينفتح الطريق للأئمّة من ذرية الحسين عليهالسلام ، والبقية الباقية من شيعة علي ليبلغوا أحاديث علي عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله وإحياء مدرسته ، وقد تحقّقت كما أراده الحسين عليهالسلام ، وعمل به ، وجعل الله تعالى شهادته الطريق الأوسع لنشر ذلك ، ومعلم هذا التحقق ظاهرتان :
__________________
(١) الكافي ٨ / ٢٣٦.
(٢) تاريخ الطبري ٧ / ٥٦٥.
(٣) الكامل في الضعفاء ـ لابن عدي ٢ / ١٣١. تهذيب الكمال ٥ / ٧٤.