والأحنف بن قيس على خمس تميم ، وزياد بن عمرو الأزدي على خمس الأزد ، وقيس بن الهيثم على خمس أهل العالية. ومعهم بقيّة الجيش الذي قاتل الحسين عليهالسلام الذين فرّوا إلى البصرة ؛ منهم شبث بن ربعي ، ومحمد بن الأشعث ، وزحر بن قيس ، وحجّار بن أبجر وغيرهم ، ومنهم أيضاً عبيد الله بن الحرّ الجعفي.
وبلغ ذلك المختار ، فقام في أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :
يا أهل الكوفة ، يا أهل الدين وأعوان الحقِّ ، وأنصار الضعيف ، وشيعة الرسول وآل الرسول ، إنّ فُرّارَكم الذين بغوا عليكم أتوا أشباههم من الفاسقين فاستغووهم عليكم ؛ ليمصح (١) الحق وينتعش الباطل ، ويقتل أولياء الله ، والله لو تهلكون ما عبد الله في الأرض إلاّ بالفري على الله واللعن لأهل بيت نبيّه صلىاللهعليهوآله.
ثمّ التقى أصحاب مصعب مع أصحاب المختار ، وجرت بينهما وقعات كثيرة انتهت بقتل المختار ، وقتل سبعة آلاف من المقاتلين وغيرهم ممّن تحصّنوا بالقصر ، ثمّ استؤمنوا ثمّ قُتلوا جميعاً.
مصعب يقتل سبعة آلاف من الشيعة صبراً :
قال بجير بن عبد الله المسلي ، أحد المحصورين في القصر حين اُتي به مصعب ومعه منهم ناس كثير يخاطب مصعباً :
الحمد لله الذي ابتلانا بالإسار وابتلاك بأن تعفو عنّا ، وهما منزلتان إحداهما رضا الله والاُخرى سخطه. مَنْ عفا عفا الله عنه وزاده عزّاً ، ومَنْ عاقب لم يأمن القصاص.
__________________
(١) مصح الشيء يمصح مصوحاً ، إذا رسخ. (كتاب العين)