صديقاً قبل ذلك) فشابوه له ، فلمّا شرب معقل قال له : سقاك الله من شراب الجنّة. فقال له مسلم : أمّا والله لا تشرب بعدها شراباً أبداً حتّى تشرب من شراب الحميم. قال : أنشدك الله والرحم. فقال له مسلم : أنت الذي لقيتني بطبرية ليلة خرجت من عند يزيد فقلت : (سرنا شهراً ورجعنا من عند يزيد صفراً ، نرجع إلى المدينة فنخلع هذا الفاسق ونبايع لرجل من أبناء المهاجرين فيم غطفان وأشجع من الخلع والخلافة) إنّي آليت بيمين لا ألقاك في حرب أقدر فيه على ضرب عنقك إلاّ فعلت ، ثمّ أمر به فقتل.
قال هشام : قال عوانة : وأتى يزيد بن وهب بن زمعة فقال : بايع. قال : أبايعك على سنّة عمر. قال : اقتلوه. قال : أنا أبايع. قال : لا والله ، لا أقيلك عثرتك. فكلّمه مروان بن الحكم لصهر كان بينهما ، فأمر بمروان (فوجئت) عنقه ، ثم قال :
بايعوا على أنّكم خول ليزيد بن معاوية ، ثمّ أمر به فقتل (١).
علي بن الحسين عليهالسلام لم يشترك في واقعة الحرّة :
روى الطبري (٢) عن أبي مخنف قال : قال عبد الملك بن نوفل : وفصل ذلك الجيش من عند يزيد ، وعليهم مسلم بن عقبة ، وقال له : إن حدث بك حدث فاستخلف على الجيش حصين بن نمير السكوني ، وقال له : ادع القوم ثلاثاً ، فإن هم أجابوك وإلاّ فقاتلهم ، فإذا أظهرت عليهم فأبحها ثلاثاً ، فما فيها من مال أو رقّة ، أو سلاح أو طعام فهو للجند ، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس ، وانظر علي بن الحسين عليهالسلام فاكفف عنه ، واستوص به خيراً وادن مجلسه ؛ فإنّه لم يدخل في شيء ممّا دخلوا فيه ، وقد أتاني كتابه. وعلي عليهالسلام لا يعلم بشيء ممّا أوصى به يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة ، وقد كان علي بن الحسين عليهالسلام
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٩٣ سنة ٦٣.
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٤٨٥ سنة ٦٣.