قال الشيخ المفيد : ومضى الحسن بن الحسن ولم يدّعِ الإمامة ، ولا ادّعاها له مدّعٍ كما وصفناه في حال أخيه زيد رحمهالله (١).
أقول : وأعقب الحسن المثنى من خمسة رجال ؛ عبد الله المحض ، وإبراهيم الغمر ، والحسن المثلث ، واُمّهم فاطمة بنت الحسين بن علي ، ومن داود ، وجعفر ، واُمّهما اُمّ ولد رومية تدعى جيبة (٢) ، فعقبه خمسة أسباط (٣).
زيد بن الحسن بن علي عليهالسلام :
قال ابن عنبة : وكان زيد يُكنّى أبا الحسين. وقال الموضح النسابة : أبا الحسن ، وكان يتولّى صدقات رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتخلّف عن عمّه الحسين فلم يخرج معه إلى العراق ، وبايع بعد قتل عمّه الحسين عبد الله بن الزبير ؛ لأنّ أخته لأمّه وأبيه كانت تحت عبد الله بن الزبير. قاله أبو النصر البخاري. فلمّا قُتل عبد الله أخذ زيد بيد أخته ورجع إلى المدينة ، وله في ذلك مع الحجّاج قصّة ، وكان زيد بن الحسن جواداً ممدوحاً ، عاش مئة سنة ، وقيل : خمساً وتسعين ، وقيل : تسعين. ومات بين مكّة والمدينة بموضع يُقال له : حاجر ، واُمّ زيد فاطمة بنت أبي مسعود.
قال الشيخ المفيد : زيد بن الحسن رحمهالله فكان على صدقات رسول الله صلىاللهعليهوآله وأسن ، وكان جليل القدر ، كريم الطبع ، كثير البرّ. ومدحه الشعراء ، وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله ؛
فذكر أصحاب السيرة أنّ زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلمّا ولي سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة : أمّا بعد ، فإذا جاءك كتابي هذا فاعزل
__________________
(١) الإرشاد ٢ / ٢٦.
(٢) وهي التي علّمها الإمام الصادق عليهالسلام الدعاء المعروف بدعاء اُمّ داود ، وكان به خلاص ابنها داود من الحبس.
(٣) عمدة الطالب ـ ابن عنبة / ١٠١.