أنس بالحملة عليهم فحملنا عليهم ، فانكشفوا حتّى انتهوا إلى أبيات الكوفة.
قال عمرو بن الحجّاج الزبيدي لابن مطيع : أيّها الرجل ، لا يسقط في خلدك ، ولا تلق بيدك ، اخرج إلى الناس فاندبهم إلى عدوّك فاغزهم ؛ فإنّ الناس كثير عددهم ، وكلّهم معك إلاّ هذه الطاغية التي خرجت على الناس ، والله مخزيها ومهلكها ، وأنا أوّل منتدب ، فاندب معي طائفة ومع غيري طائفة.
فخرج ابن مطيع ، فقام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّ من أعجب العجب عجزكم عن عصبة منكم قليل عددها ، خبيث دينها ، ضالة مضلّة.
قال حصيرة بن عبد الله ، قال : إنّي لأنظر إلى ابن الأشتر حين أقبل في أصحابه حتّى إذا دنا منهم ، قال لهم : لا يهولنكم أن يُقال : جاءكم شبث بن ربعي وآل عتيبة بن النهاس وآل الأشعث وآل فلان وآل يزيد بن الحارث ... قال : فسمّى بيوتات من بيوتات أهل الكوفة ، ثمّ قال : إنّ هؤلاء لو قد وجدوا لهم حَرَّ السيوف قد انصفقوا عن ابن مطيع انصفاق المعزى عن الذئب.
وانتهت المعارك بهرب شبث بن ربعي ومحمد بن الأشعث ونظرائهم إلى البصرة ، وقتل المختار ثلّة من قتلة الحسين ؛ شمر وعمر بن سعد وخولّي وغيرهم ، وأخرج ابن مطيع إلى الحجاز.
بيعة عامّة الكوفيين للمختار :
قال الطبري وابن أعثم : ثمّ نادى المختار في الناس : الصلاة جامعة. فاجتمعت الناس إلى المسجد الأعظم ، وخطب فيهم وبايعوه على كتاب الله وسنّة نبيّه والطلب بدماء أهل البيت ، وجهاد المحلّين ، والدفع عن الضعفاء.