بعث ابن مطيع شبث بن ربعي في نحو من ثلاثة آلاف.
وبعث راشد بن إياس في أربعة آلاف من الشرط ، وحجّار بن أبجر العجلي في ثلاثة آلاف ، والشمر بن ذي الجوشن في ثلاثة آلاف.
وجاء شبث حتّى أحاط بالمختار وأصحابه ، وبعث ابن مطيع يزيد بن الحارث بن رؤيم في ألفين من قبل سكّة لحام جرير ، فوقفوا في أفواه تلك السكك ، وولّى المختار يزيد بن أنس خيله ، وخرج هو في الرجّالة وهو يقول :
يا معشر الشيعة ، قد كنتم تُقتلون ، وتقطع أيديكم وأرجلكم ، وتسمل أعينكم ، وتُرفعون على جذوع النخل في حبّ أهل بيت نبيّكم ، وأنتم مقيمون في بيوتكم وطاعة عدوّكم ، فما ظنّكم بهؤلاء القوم إن ظهروا عليكم اليوم؟ إذاً والله لا يدعون منكم عيناً تطرف ، ويقتلونكم صبراً ، ولترون منهم في أولادكم وأزواجكم وأموالكم ما الموت خير منه. والله ، لا ينجيكم منهم إلاّ الصدق والصبر ، والطعن الصائب في أعينهم ، والضرب الدراك على هامهم ، فتيسروا للشدّة ، وتهيَّؤوا للحملة.
واقتتل الناس فاشتدّ قتالهم ، وقُتل راشد بن إياس وانهزم أصحابه ، وأقبل إبراهيم بن الأشتر وخزيمة بن نصر ومَنْ كان معهم بعد قتل راشد نحو المختار ، وبعث النعمان بن أبي الجعد يبشّر المختار بالفتح عليه وبقتل راشد.
قال الحارث بن كعب : إنّ إبراهيم لمّا أقبل نحونا رأينا شبثاً وأصحابه ينكصون وراءهم رويداً (١) رويداً ، فلمّا دنا إبراهيم من شبث وأصحابه حمل عليهم ، وأمرنا يزيد بن
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢٨ سنة ٦٦.