الفصل الأوّل : المرحلة الاُولى السكوت والعمل السري في عهد معاوية
خلاصة خطّة معاوية :
استهدف معاوية من انقلابه أساساً أمرين اثنين :
الأمر الأوّل : دمج موقع الإمامة الدينية في موقع الحاكمية ؛ ليصبح حاكماً له سلطة تشريعية كالتي برز بها عمر في خلافته حين كان ينهى عن كثير من سنن النبي صلىاللهعليهوآله فيطاع (١) ، ثمّ أراد معاوية أن يضمن استمرار الخلافة بهذه الصفة لولده يزيد وذريته.
الأمر الثاني : محو الذكر الطيّب والموقع الهدايتي الخاص الذي منحه الله ورسوله لعليٍّ ولأهل بيته المعصومين عليهمالسلام من بعده ؛ بغضاً وحقداً ، ولكونه يتعارض مع هدفه الأوّل.
وكانت أمامه ثلاث عقبات لتحقيق ذلك ، وهي :
١ ـ وجود الحسن عليهالسلام : وقد برزته سنوات الصلح مصلحاً رسالياً بمستوى جدهّ النبي صلىاللهعليهوآله ، بما أعاد لذاكرة المسلمين من تشابه بين صلحه وصلح الحديبية من جهات عديدة مرّ ذكرها ، وبما أخبر النبي صلىاللهعليهوآله من حدث الصلح ، وبما ظهر من مكنون أخلاق الحسن عليهالسلام وسيرته من خلال معاشرته للناس في موسم الحجّ للسنوات العشر ماشياً ، وفي غير موسم الحجّ ، وقبل ذلك بما انتشر من أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله فيه وفي أخيه الحسين عليهماالسلام.
__________________
(١) انظر معالم المدرستين ج ١ ـ للسيد مرتضى العسكري.