هذا مضافاً إلى أن أحد بنود الصلح الذي ينصّ على أن الأمر للحسن عليهالسلام بعد موت معاوية ، فإنْ حدث بالحسن عليهالسلام فإنّ الأمر للحسين عليهالسلام ، وليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده.
٢ ـ الكوفة بوصفها مركز شيعة علي عليهالسلام ، وبوصفها مركز الثقل في أهل العقد والحلّ الذين بايعوا الحسن عليهالسلام بيعة مشروعة قامت على إيمانهم بالنصّ ، ومن ثمّ كانت هذه البيعة عُدَّةَ الحسن عليهالسلام في مشروع صلحه العظيم ، كما كانت بيعة أهل المدينة مع النبي صلىاللهعليهوآله عُدَّتَه في مشروع صلحه العظيم مع قريش.
٣ ـ انتشار الأحاديث النبويّة في فضل علي وأهل بيته عليهمالسلام ، وفي ذمّ معاوية وبني أميّة في الشام مركز شيعة معاوية فضلاً عن غيرها. ومن جانب آخر انتشار أخبار سيرة النبيِّ صلىاللهعليهوآله وسيرة علي عليهالسلام الشخصية ، وأخبار سيرتهما في الحكم والحروب ، وهي سيرة واحدة ونور واحد «علي منّي وأنا منه» ، «أنا من رسول الله كالصنو من الصنو ، وكالذراع من العضد». وفي قبالها انتشار سيرة الخلفاء الثلاثة في الحكم وفي الحروب ، وهي سيرة مغايرة لسيرة النبيِّ صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام : (متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرمهما).
وكانت إجراءات معاوية التي اتّخذها لتحقيق هدفيه الآنفي الذكر كما يلي :
الإجراء الأوّل : التخلّص من الحسن عليهالسلام بدسّ السمّ إليه عن طريق زوجته بنت الأشعث ، وكذلك التخلّص من بعض الشخصيات التي تشكّل عقبة ، كعبد الرحمن بن خالد بن الوليد في الشام ، وسعد بن أبي وقاص في المدينة.
الإجراء الثاني : لعن علي عليهالسلام وسبّه على منابر المسلمين بعد صلاة الجمعة ؛ لتربية الناشئة عليه.
الإجراء الثالث : تغيير نظام التعبئة من الأسباع إلى الأرباع ، وتغيير الكثافة السكانية الشيعية بتسيير خمسين ألف من أهل الكوفة والبصرة بعيالاتهم إلى خراسان وإشغالهم بالغزو.