الاُطروحة العباسيّة : الحسين عليهالسلام ثائر شرعي ، غير أنّه أخطأ في تقديره الاُمور:
تبنّى الإعلام العباسي عرض الحسين عليهالسلام على أنّه ثائر من أجل الملك ، وكان من حقّه الثورة وطلب الخلافة ، غير أنّه أخطأ مرتين :
الأولى : حين اختار الكوفة غاية لحركته من مكة رغم كثرة الناصحين له.
والثانية : حين اصطحب الأطفال والنساء معه ، وأنَّ مسؤولية قتل الحسين عليهالسلام تقع على ابن زياد والكوفيِّين من شيعة علي عليهالسلام. وقد كرّس أبو مخنف ونظراؤه من الرواة المعاصرين له رواياتهم لهذا التفسير ، وقد تبنّى العباسيّون هذه الاُطروحة للنهضة الحسينيّة بعد أن تعمّق الصِّراع بين الطالبيِّين والعباسيِّين ، واستحكم بعد قيام ثورة محمّد وإبراهيم ولدي عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي عليهماالسلام ، ثمّ القضاء عليها سنة ١٤٤ هجرية. وقد تبنّى أغلب المؤرّخين الذين كتبوا التاريخ في العهد العباسي هذه النظرة ؛ أمثال الطبري وغيره ، وحذا حذوهم أمثال الذهبي وابن كثير وغيره من القدامى ، وكثير من المعاصرين.
اُطروحة الأئمّة من ذرّية الحسين عليهالسلام : الحسين وارث الأنبياء وإمام هدى :
عرض الأئمّة من ذرّية الحسين عليهمالسلام الحسين عليهالسلام على أنّه وارث الأنبياء ، وإمام الهدى ، وحجّة الله على خلقه. وهذا الموقع للحسين عليهالسلام هو الذي نصَّت عليه الأحاديث النبويّة الصحيحة في الحسين عليهالسلام ، وأنّه عليهالسلام نهض لأجل هداية الناس بعد أن عمَّت ضلالة بني اُميّة. هذه الضلالة التي تمثّلت بتحريف الدين ، وطمس أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في أهل بيته عليهمالسلام ، وعرض عليٍّ عليهالسلام على أنّه رمز للفساد في الإسلام ، وعرض بني اُميّة على أنّهم أئمّة هدى ، وحجج الله على عباده. وهذا التفسير للحركة الحسينيّة يجده الباحث واضحاً جلياً في تراث أهل البيت عليهمالسلام.