تسيير الرؤوس وعيال الحسين عليهالسلام إلى الشام :
قال أبو مخنف : ثمّ إنّ عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين عليهالسلام بالكوفة ، فجعل يُدار به في الكوفة ، ثمّ دعا زُحَر بن قيس فسرَّح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية ، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان الأزدي ، فخرجوا حتّى قدموا بها الشام على يزيد بن معاوية.
قال هشام : فحدّثني عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي ، عن أبيه ، عن الغاز بن ربيعة الجرشي من حمير قال : والله ، إنّا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتّى دخل على يزيد بن معاوية ، فقال له يزيد : ويلك ما وراءك وما عندك؟ فقال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره.
قال : ثمّ إنّ عبيد الله أمر بنساء الحسين وصبيانه ، فجُهِّزْنَ وأمر بعلي بن الحسين عليهالسلام فغُلَّ بِغِلٍّ إلى عنقه ، ثمّ سُرِّح بهم مع مُحَفِّز بن ثعلبة العائذي عائذة قريش ، ومع شمر بن ذي الجوشن ، فانطلقا بهم حتّى قدموا على يزيد.
علي بن الحسين عليهالسلام يواصل عمله التبليغي وهو أسير :
روى ابن أعثم الكوفي قال : وأُتي بحرم رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى أُدخلوا مدينة دمشق من باب يُقال له : باب توما ، ثمّ أُتي بهم حتّى وقفوا على درج باب المسجد حيث يُقام السبي ، وإذا شيخ قد أقبل حتّى دنا منهم ، وقال : الحمد لله الّذي قتلكم وأهلككم ، وأراح الرجال من سطوتكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم.
فقال له عليّ بن الحسين عليهالسلام : «يا شيخ هل قرأت القرآن؟».
فقال : نعم ، قد قرأته.
قال : فعرفت هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)؟
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.