الفصل الثالث : مقتل حجر بن عدي وأصحابه (رضوان الله عليهم)
ترجمة حجر :
ذكر أصحاب التراجم عن حجر : أنّه وَفَدَ على النبي صلىاللهعليهوآله هو وأخوه هانئ بن عدي (١) ، وشهد واقعة القادسية ، وشهد مع مالك الأشتر موت أبي ذر بالربذة ، وأنّه شهد بعد ذلك حروب الجمل وصفين والنهروان ، وأنّه قُتل صبراً بمرج عذراء (٢) بأمر معاوية (٣). وكان له ابنان : عبد الله وعبد الرحمن ، كانا مع المختار ، قتلهما مصعب بن الزبير صبراً (٤). قال ابن عساكر : وكانا يتشيّعان (٥).
__________________
(١) وشهد حجر حجّة الوداع كما يظهر من رواية الحاكم : حدّثنا أبو علي الحافظ ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، ثنا محمّد بن مسكين اليمامي ، ثنا عباد بن عمر ، ثنا عكرمة بن عمار ، ثنا مخشي بن حجر بن عدي ، عن أبيه : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله خطبهم فقال : «أيّ يوم هذا؟». قالوا : يوم حرام. قال : «فأيّ بلد هذا؟». قالوا : البلد الحرام. قال : «فأيّ شهر؟». قالوا : شهر حرام. قال : «فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، كحرمة شهركم هذا ، كحرمة بلدكم هذا. ليبلّغ الشاهد الغائب ، لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض». أقول : ومعنى ذلك أنّه شهد حادثة الغدير.
(٢) مرج راهط : بمقربة من دمشق ، بينهما اثنا عشر ميلاً. (الروض المعطار ـ للحميري).
(٣) انظر الإصابة ـ لابن حجر.
(٤) المستدرك ٣ / ٥٣١ ، الإصابة.
(٥) تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة حجر.