الوليد بن عتبة يحجب أهل العراق عن الحسين عليهالسلام بعد سنة ٥٧ هجرية :
روى البلاذري عن العتبي قال : حجب الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (١) أهل العراق عن الحسين ، فقال له الحسين : «يا ظالماً لنفسه ، عاصياً لربّه ، علامَ تحول بيني وبين قوم عرفوا من حقّي ما جهلته أنت وعمّك؟». فقال الوليد : ليت حلمنا عنك لا يدعو جهل غيرنا إليك ، فجناية لسانك مغفورة ما سكنت يدك ، فلا تخطر بها فنخطر بك (٢).
مؤتمر الشيعة في الحجّ قبل موت معاوية بسنة :
وروى سليم بن قيس : لما كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحسين بن علي عليهماالسلام وعبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن جعفر ، فجمع الحسين بني هاشم ثمّ رجالهم ونساءهم ومواليهم ومَنْ حجّ من الأنصار ممّن يعرفه الحسين وأهل بيته عليهمالسلام ، ثمّ أرسل رسلاً لا تدعون أحداً حجّ العام من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله المعروفين بالصلاح والنسك إلاّ اجمِعوهم لي ، فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمئة رجل وهم في سرادقه ، عامّتهم من التابعين ونحو من مئتي رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله. فقام فيهم خطيباً :
فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال :
«أمّا بعد ، فإنّ الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم ، وعلمتم وشهدتم ، وإنّي اُريد أن أسألكم عن شيء ، فإن صدقت فصدّقوني ، وإن كذبت فكذّبوني. اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ؛ فمَنْ أمنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقّنا ؛ فإنّي أتخوّف أن يُدْرس (٣) هذا الأمر ، ويذهب الحقّ ويُغلب ، واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون».
__________________
ترجمة معاوية ، مختصر تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام.
(١) كان أميرا على المدينة لمعاوية سنة ٥٧ ـ ٦٠.
(٢) أنساب الأشراف ـ ترجمة الحسين ٣ / ١٥٧ ، وأنساب الأشراف ـ ترجمة معاوية ٤ ق ١ / ٣٠٢.
(٣) دروس الشيء : انمحاؤه.