فقال له : إنّ لك من أهل المدينة يوماً ، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة ؛ فإنّه رجل قد عرفت نصيحته.
فلمّا هلك معاوية وفد إليه وفد من أهل المدينة (١) ، وكان ممّن وفد عليه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر ، وكان شريفاً فاضلاً ، سيّداً عابداً ، معه ثمانية بنين له ، فأعطاه مئة ألف درهم ، وأعطى بنيه لكلّ واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم ، فلمّا قدم المدينة عبد الله بن حنظلة أتاه الناس.
فقال له أهل المدينة : ما وراءك قال : جئتكم من عند رجل ، والله لو لم أجد إلاّ بنيَّ هؤلاء لجاهدته بهم.
قالوا : قد بلغنا أنّه أجداك وأعطاك وأكرمك.
قال : قد فعل ، وما قبلت منه إلاّ لأَتقوّى به ، وحضض الناس فبايعوه.
فبلغ ذلك يزيد ، فبعث مسلم بن عقبة إليهم ، فقتل عبد الله بن حنظلة وبنوه ، وانهزم الناس.
ودخل مسلم بن عقبة المدينة ، (فدعا الناس للبيعة على أنّهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء) (٢).
رواية محمد بن سعد :
وقال ابن سعد في ترجمة عبد الله بن حنظلة الغسيل : هو ابن أبي عامر الراهب ، من الأوس ، واُمّه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول. وكان حنظلة بن أبي عامر لمّا أراد
__________________
(١) كان ذلك بعد قتل الحسين عليهالسلام ، حيث عزل يزيد الوليد بن عتبة وعيّن بدله عثمان بن محمد بن أبي سفيان.
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٤٩٥ ، تاريخ خليفة بن خياط / ٢٣٧.