الاُسلوب الثاني : استخدمه في العراق وبخاصّة في الكوفة ، وهو إعلان البراءة من المختار ، ووضع الأحاديث الكاذبة ضدّه ، ثم عرض الناس على البراءة أو القتل ، وقد افتتح ابن الزبير عهده في الكوفة بعد قتل المختار بقتل سبعة آلاف من الشيعة صبراً بعد أن آمنهم على نفوسهم ، ولم يتورّع عبد الله بن الزبير أن يأمر أخاه مصعباً بعرض زوجتي المختار على البراءة من المختار أو القتل ، فتبرّأت ابنة سمرة بن جندب خوفاً ، ولم تتبرّأ ابنة النعمان بن بشير ؛ رغبة في الشهادة.
لقد أعادت ولاية مصعب وسياسته إلى الذاكرة في الكوفة عهد زياد وابنه عبيد الله فيها.
بقي ابن الزبير يكره أهل العراق ولا يخفي ذلك عنهم.
عبد الله بن الزبير يطعن أهل العراق :
قال ابن قتيبة : قدم مصعب على أخيه عبد الله بن الزبير في سنة إحدى وسبعين ومعه رؤساء أهل العراق ووجوهم وأشرافهم ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد جئتك برؤساء أهل العراق وأشرافهم ، كلّ مطاع في قومه ، وهم الذين سارعوا إلى بيعتك ، وقاموا بإحياء دعوتك ، ونابذوا أهل معصيتك ، وسعوا في قطع عدوّك (١).
فقال له عبد الله بن الزبير اسكت:
فوالله ، لوددت أنّ لي بكلّ عشرة من أهل العراق واحداً من أهل الشام ، صرف الدينار بالدراهم.
فقال أبو حاضر الأسدي : يا أمير المؤمنين ، إنّ لنا ولك مثلاً ، أفتأذن في ذكره؟
قال : نعم.
__________________
فجاء حتّى وقف عليهما ، فقال : «أمّا أنت يا عروة ، فإنّ أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك ، وأمّا أنت يا زهري ، فلو كنت بمكة لأريتك كرامتك». (بحار الأنوار ـ العلامة المجلسي ٦٤ / ١٤٣).
(١) الإمامة والسياسة ٢ / ٢٠.