لعنُ عليٍّ عليهالسلام وسبّه على المنابر :
أوردت الصحاح ـ كتب الحديث المعتبرة ـ أحاديث نبويّة صحيحة تفرض حبّ علي عليهالسلام وولايته ، وتنهى عن إيذائه وبغضه ، وتصف فاعل ذلك بالنفاق والحرب لله ولرسوله ، وفيما يلي بعضها :
روى الطبراني : عن أبي عبد الله الجدلي قال : قالت لي اُمّ سلمة : أيُسبّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فيكم على رؤوس الناس؟ فقلت : سبحان الله! وأنّى يُسبّ رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! فقالت : أليس يُسبّ علي بن أبي طالب ومَنْ يُحبّه؟ فأشهد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يُحبّه (١).
وفي رواية قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «مَنْ سبّ علياً فقد سبّني» (٢).
روى أحمد في مسنده : عن عمرو بن شاس الأسلمي قال ، وكان من أصحاب الحديبية ، قال : خرجت مع علي إلى اليمن ، فجفاني في سفري ذلك ، حتّى وجدت في نفسي عليه ، فلمّا قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتّى بلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فدخلت المسجد ذات غدوة ورسول الله صلىاللهعليهوآله في ناس من أصحابه ، فلمّا رآني أبدني عينيه ، يقول : حدَّدَ إلي النظر حتّى إذا جلست ، قال : «يا عمرو ، والله لقد آذيتني». قلت : أعوذ بالله أن اُوذيك يا رسول الله! قال : «بلى ، مَنْ آذى علياً فقد آذاني» (٣).
وروى أبو يعلى : عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : كنت جالساً في المسجد أنا ورجلين معي ، فنلنا من علي ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله غضبان يُعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت بالله من غضبه ، فقال : «ما لكم وما لي؟! مَنْ آذى علياً فقد آذاني» (٤).
__________________
(١) المعجم الصغير ٢ / ٨٣ ، السنن الكبرى ٥ / ١٣٣ ، مسند أبي يعلى ١٢ / ٤٤٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠.
(٢) مسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ، فضائل الصحابة ٢ / ٥٩٤.
(٣) مسند أحمد ٣ / ٤٨٣.
(٤) مسند أبي يعلى ٢ / ١٠٩.