عمرو الغفاري على خراسان ، فأصابوا غنائم كثيرة فكتب إليه : أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين كتب أن يصطفي له البيضاء والصفراء ، ولا تقسم بين المسلمين ذهباً ولا فضة. فكتب إليه الحكم : أمّا بعد ، فإنّك كتبت تذكر كتاب أمير المؤمنين ، وإنّي وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين ، وإنّي أقسم بالله لو كانت السماوات والأرض رتقاً على عبد فاتقى الله ، لجعل له من بينهم مخرجاً ، والسلام.
ثمّ أمر الحكم منادياً فنادى : أن اغدوا على فيئكم فقسمه بينهم. وأنّ معاوية لمّا فعل الحكم في قسمة الفيء ما فعل وجّه إليه مَنْ قيده وحبسه ، فمات في قيوده ودفن فيها ، وقال : إنّي مُخاصِم (١).
قال ابن حجر في الإصابة : الحكم بن عمرو أبو عمرو الغفاري أخو رافع ، ويُقال له : الحكم بن الأقرع. روى عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وحديثه في البخاري والأربعة. روى عنه أبو الشعثاء ، وأبو حاجب ، وعبد الله بن الصامت ، والحسن ، وابن سيرين وغيرهم. قال ابن سعد : صحب النبي صلىاللهعليهوآله حتّى مات ، ثمّ نزل البصرة وولاّه زياد خراسان فمات بها. وروي عن أوس بن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه : أنّ معاوية عتب عليه في شيء ، فأرسل عاملاً غيره فقيّده ، فمات في القيد سنة خمس وأربعين. وقال المدائني : مات سنة خمسين. وقال العسكري : سنة إحدى وخمسين.
قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ١ / ٦٠ : الحكم بن عمرو بن مجدع الغفاري له صحبة ، خرج إلى خراسان غازياً ، وله قصّة طويلة ليس غرض الكتاب يحتملها ، حتّى أمر معاوية بقيده فقيّد بمرو ، فبقي في قيده حتّى مات سنة خمسين في ولاية معاوية ، وأوصى أن يدفن بقيده ليخاصِم أبا عبد الرحمن (أي معاوية) في القيامة ، فدفن بقيده بمرو ، وقبره بجنب بريدة الأسلمي.
__________________
(١) المستدرك ١ / ٥٠١.