الحرب بين ابن الزبير والحجّاج :
قال ابن الأثير : أرسل عبد الملك بن مروان الحجّاج لحرب ابن الزبير بمكة ، فنزل الطائف ، وأمدّه بطارق ، فقدم المدينة في ذي القعدة سنة ٧٢ هـ وأخرج عامل ابن الزبير عنها ، وجعل عليها رجلاً من أهل الشام اسمه ثعلبة (١).
وقال : قدم الحجّاج مكّة في ذي القعدة وقد أحرم بحجّة فنزل بئر ميمون ، وحجّ بالناس في تلك السنّة الحجّاج إلاّ أنّه لم يطف حول الكعبة ، ولا سعى بين الصفا والمروة ؛ منعه ابن الزبير من ذلك.
قال : ولم يحجّ ابن الزبير ولا أصحابه ؛ لأنّهم لم يقفوا بعرفة ولم يرموا الجمار.
قال : ولمّا حَصَرَ الحجّاج ابن الزبير ، نصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة ، وكان عبد الملك ينكر ذلك أيّام يزيد بن معاوية ، ثمّ أمر به (٢).
وقال الذهبي : وألحّ عليه الحجّاج بالمنجنيق ، وبالقتال من كلّ وجه ، وحبس عنهم الميرة فجاعوا ، وكانوا يشربون من زمزم فتعصمهم ، وجعلت الحجارة تقع في الكعبة (٣).
قال ابن كثير : وكان معه خمس مجانيق ، فألحّ عليها بالرمي من كلّ مكان. ثمّ ذكر مثل قول الذهبي (٤).
وفي فتوح ابن أعثم : أمر الحجّاج أصحابه أن يتفرّقوا من كلّ وجه ؛ من ذي طوى ، ومن أسفل مكّة ، ومن قبل البطح ، فاشتدّ الحصار على عبد الله بن الزبير وأصحابه ، فنصبوا المجانيق وجعلوا يرمون البيت الحرام بالحجارة وهم يرتجزون بالأشعار.
قال : فلم يزل الحجّاج وأصحابه يرمون بيت الله الحرام بالحجارة حتّى انصدع
__________________
(١) تاريخ ابن الأثير ٣ / ١٣٥.
(٢) تاريخ ابن الأثير ٤ / ١٣٦.
(٣) تاريخ الإسلام ـ للذهبي ٣ / ١١٤.
(٤) ابن كثير ٨ / ٣٢٩.