وقال : المختار بن أبي عبيد الثققي الكذّاب ، لا ينبغي أن يروى عنه شيء ؛ لأنّه ضالّ مضلّ ، كان يزعم أنّ جبرائيل عليهالسلام ينزل عليه ، وهو شرّ من الحجاج أو مثله (١).
قال أحمد بن حنبل : حدّثنا ابن نمير ، حدّثنا عيسى بن عمر ، حدّثنا السدي ، عن رفاعة الفِتْياني قال : دخلت على المختار ، فألقى لي وسادة ، وقال : لولا أنّ جبريل قام عن هذه ، لألقيتها لك ، فأردت أن أضرب عنقه ، فذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أيّما مؤمن أمّن مؤمناً على دمه فقتله ، فأنا من القاتل برئ» (٢).
المختار يكمل بقية الأشواط في خطّة الحسين عليهالسلام :
إنّ الروايات الآنفة الذكر وأمثالها التي تطعن بالمختار كلّها مطعون بسندها ، ومضامينها افتراء مبين.
إنّ سبب هذا التشويه على المختار هو أنّه رحمهالله وفِّق لإكمال شوطين مقطعيين مهمّين في خطّة الحسين عليهالسلام ، الخطّة التي كانت ترمي إلى إحياء مدرسة علي عليهالسلام الفكرية والسياسية في الأمّة.
الشوط الأوّل : إقامة الحكم العادل نظير حكم النبي صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام في الكوفة ؛ لينفتح الجيل الجديد فيها ، الذي حُرم في عهد معاوية من معرفة السنّة النبويّة الصحيحة ، وحقائق التاريخ الإسلامي.
الشوط الثاني : محاربة الطغمة الاُمويّة في الشام رأس الضلالة والإطاحة بها ومن الطبيعي إنّ الحسين عليهالسلام كان قد أطلع خواص أصحابه ، ومنهم المختار وسليمان بن صرد على مفاصل خطّته ، وأشواطها العملية ، كما أطلعهم على مصير الشهادة المحتوم له
__________________
(١) في ميزان الاعتدال ـ الذهبي ٤ / ٨٠.
(٢) المسند ٥ / ٢٢٣ ، وأخرجه أحمد ٥ / ٢٢٢ ، وابن ماجة (٢٦٨٨) من طريقين ، عن عبد الملك بن عمير ، عن رفاعة بن شداد الفتياني.