به إلى معاوية. فقال له سعد : عليك لعنة الله! أثب على ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فأوثقه! بئس الرجل أنت! (١)
وروى ابن عساكر : بسنده عن يعقوب بن سفيان (صاحب كتاب المعرفة والتاريخ) ، حدّثني أبو عثمان (يحيى بن سعيد الأموي ت سنة ١٩٤ هجرية) ، أخبرنا أبي سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص الأموي ، أخبرنا مجالد (ت سنة ١٤٤ هجرية) ، عن عامر الشعبي قال : كنت أجالس الأحنف بن قيس فاُفاخر أهل البصرة بأهل الكوفة ، فبلغ منه كلامي ذات يوم وأنا لا أدري ، فقال : يا جارية ، هاتي ذلك الكتاب. فجاءت به ، فقال : اقرأ ، (وما يدري أحد من القوم ما فيه). قال : فقرأته فإذا فيه ، بسم الله الرحمن الرحيم ، من المختار بن أبي عبيد إلى الأحنف بن قيس ومَنْ قبله من ربيعة ومضر ... ولقد بلغني أنّكم تكذّبوني وتؤذون رُسلي ، وقد كُذّبت الأنبياء واُوذوا من قبلي ، فلست بخير من كثير منهم ، والسلام. فلمّا قرأته قال : أخبرني عن هذا ، من أهل البصرة أو من أهل الكوفة؟ قلت : يغفر الله لك أبا بحر ، إنّما كنّا نمزح ونضحك. قال : لتخبرني مَنْ هو؟ قلت : يغفر الله لك يا أبا بحر. قال : لتخبرني. قلت : من أهل الكوفة. قال : فكيف تفاخر أهل البصرة وهذا منكم؟! (٢)
وقال الذهبي : المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذّاب ، كان من كبراء ثقيف ، وذوي الرأي والفصاحة ، والشجاعة والدهاء وقلّة الدين ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله : يكون في ثقيف كذّاب ومبير (٣) ، فكان الكذّاب هذا. ادّعى أنّ الوحي يأتيه ، وأنّه يعلم الغيب ، (وكان المبير الحجّاج) قبحهما الله (٤).
__________________
(١) تاريخ الطبري ـ الطبري ٤ / ١٢١.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر ٤٣ / ٤٨٤.
(٣) أخرجه مسلم (٢٥٤٥) في فضائل الصحابة من حديث أسماء بنت أبي بكر ، وأخرجه أحمد ٢ / ٦٢ ، والترمذي (٢٢٢٠) و(٣٩٤٤) من حديث ابن عمر.
(٤) سير أعلام النبلاء ـ الذهبي ٣ / ٥٣٨.