قال ابن حجر : وأقوى (١) ما ورد في ذمّه ، ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : يكون في ثقيف كذّاب ومبير ، فشهدت أسماء أنّ الكذّاب هو المختار المذكور.
وذكر ابن سعد عن الواقدي بأسانيده : أنّ أبا عبيد والد المختار قدم من الطائف في زمن عمر حين ندب الناس إلى العرق ، فخرج أبو عبيدة فاستشهد يوم الجسر ، وبقي ولده بالمدينة ، وتزوّج عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد ، وأقام المختار بالمدينة منقطعاً إلى بني هاشم ، ثمّ كان مع علي بالعراق ، وسكن البصرة بعد علي ، وله قصّة مع الحسن بن علي لمّا ولّي الخلافة (٢).
أقول :
يريد بقصته مع الحسن عليهالسلام ما رواه الطبري ، قال : حدّثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : حدّثنا عثمان بن عبد الحميد ، أو ابن عبد الرحمن المجازي الخزاعي أبو عبد الرحمن ، قال : حدّثنا إسماعيل بن راشد ، قال : بايع الناس الحسن بن علي عليهالسلام بالخلافة ، ثمّ خرج بالناس حتّى نزل المدائن ، وبعث قيس بن سعد على مقدّمته في اثني عشر ألفاً ، وأقبل معاوية في أهل الشام حتّى نزل مسكن (٣). فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر : ألا إنّ قيس بن سعد قد قُتل فانفروا. فنفروا ونهبوا سرادق الحسن عليهالسلام حتّى نازعوه بساطاً كان تحته ، وخرج الحسن حتّى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن ، وكان عمّ المختار بن أبي عبيد عاملاً على المدائن ، وكان اسمه سعد بن مسعود ، فقال له المختار (وهو غلام شاب) : هل لك في الغنى والشرف؟ قال : وما ذاك؟ قال : توثق الحسن وتستأمن
__________________
(١) أي أقوى سنداً.
(٢) الإصابة ـ ابن حجر ٦ / ٢٧٥.
(٣) اسم للطسوج الذي منه أوانا من أعمال دجيل ، والموضع الذي به قبر مصعب على جانب الآن (مراصد الاطلاع).