أقول : أمّا في كتب الرجال السنّية فإنّ المختار مذموم جدّاً ، ولا توجد رواية واحدة تُثني عليه.
قال ابن الأثير (٢) ، وقد نقل كلام ابن عبد البرّ القرطبي : المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي أبو إسحاق ، كان أبوه من أجلّة الصحابة. ولد المختار عام الهجرة. وأخباره أخبار غير مرضية ، وذلك مذ طلب الإمارة إلى أن قتله مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وستين. وكان قبل ذلك معدوداً في أهل الفضل والخير ، يرائي بذلك كلّه ويكتم الفسق ، فظهر منه ما كان يضمر ، والله أعلم (٣).
قال ابن حجر في الإصابة : روى موسى بن إسماعيل ، عن أبي عوانة ، عن مغيرة ، عن ثابت بن هرمز ، قال : حمل المختار مالاً من المدائن من عند عمّه إلى علي ، فأخرج كيساً فيه خمسة عشر درهماً ، فقال : هذا من اُجور المومسات. فقال له علي : ويلك! ما لي وللمومسات؟! ثمّ قام وعليه مقطعة حمراء ، فلمّا سلّم قال علي : ما له قاتله الله؟! لو شقّ عن قلبه الآن لوجد ملآن من حبّ اللات والعزّى.
وممّا ورد في ذلك : ما أخرجه أحمد في مسند عمرو بن الحمق من طريق السدي ، عن رفاعة القتباني قال : دخلت على المختار فألقى إليَّ وسادة ، وقال : لولا أنّ أخي جبرائيل قام عن هذه ، وأشار إلى أخرى عنده ، لألقيتها لك (٤).
وقال ابن حبّان في ترجمة صفية بنت أبي عبيد في كتابه الثقات : هي أخت المختار المتنبي (٥) بالعراق.
__________________
(١) معجم رجال الحديث ـ السيد الخوئي ٩١ / ١٠٢.
(٢) أُسد الغابة ـ ترجمة المختار بن أبي عبيد الثقفي.
(٣) الاستيعاب ٤ / ١٤٦٥.
(٤) رواها ابن عدي في الكامل ٤ / ١٧٢ ، قال : أخبرنا الفضل بن الحباب ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، عن عبد الله بن ميسرة الحارثي الواسطي ، ثنا أبو عكاشة أنّ رفاعة دخل على المختار بن أبي عبيد فقال : انصرف عنّي جبريل آنفاً.
(٥) المتنبّي : أي الذي ادّعى النبوّة.