والزبير بن الأروح التميمي ، وهما من أهل السمع والطاعة والنصيحة ، فليسألهما أمير المؤمنين عمّا أحبّ من أمر ؛ فإنّ عندهما علماً وصدقاً وفهماً وورعاً ، والسّلام (١).
قطع الطرق ومحاصرة الحسين عليهالسلام :
قال الطبري : ولمّا بلغ عبيد الله إقبال الحسين عليهالسلام من مكّة إلى الكوفة كتب إلى عامله بالبصرة أن يضع المناظر (٢) ويأخذ الطرق (٣).
قال ابن سعد : ووجَّه حصين بن تميم الطُّهَوي (٤) إلى القادسية ، وقال له : أقم بها ، فمَنْ أنكرته فخذه. وكان الحسين عليهالسلام قد وجّه قيس بن مُسْهِر الأسدي إلى مسلم بن عقيل قبل أن يبلغه قتله ، فأخذه حصين فوجّه به إلى عبيد الله ، فقال له عبيد الله : قد قتل الله مسلماً ، فقم في الناس فاشتم الكذّاب ابن الكذّاب. فصعد قيس المنبر ، فقال : أيّها الناس ، إنّي تركت الحسين بالحاجِر (٥) ، وأنا رسوله إليكم ، وهو يستنصركم (٦). فأمر به عبيد الله فطرح من فوق القصر فمات (٧).
وروى البلاذري عن هلال بن يساف قال : أمر ابن زياد فأخذ ما بين واقِصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة (٨).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٣٨٠.
(٢) المناظر : هي التلال والروابي في الأراضي المنبسطة لمراقبة الطرق.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٣٥٣.
(٤) صاحب شرطة عبيد الله بن زياد. وفي الإرشاد واللهوف : هو حصين بن نمير.
(٥) الحاجِر (من بطن الرَّمَّة) : واد معروف لعالية نجد.
(٦) في الطبري عن أبي مخنف : أنّ قيساً قال : أيّها الناس ، إنّ هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه ، ثمّ لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، واستغفر لعلي بن أبي طالب.
(٧) الطبقات ١ / ٤٦٣ ، وفي رواية الطبري عن أبي مخنف : فأمر به عبيد الله فأُلقي من فوق القصر إلى الأرض ، فكُسرت عظامه وبقي به رمق ، فأتاه رجل يُقال له : عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه ، فلمّا عيب ذلك عليه قال : إنّما أردت أن أريحه.
(٨) أنساب الأشراف ـ تحقيق المحمودي ٣ / ١٧٣.