خلاصة
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف / ١٤).
وروى البخاري أنّ أعرابياً قال للنبي صلىاللهعليهوآله : الرجل يُقاتل للمغنم ، والرجل يُقاتل ليُذكر ويُقاتل ليرى مكانه في سبيل الله ، فقال : «مَنْ قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (١).
وجّه الحسين عليهالسلام أصحابه في المرحلة السرّية من حركته في مواجهة الانقلاب الفكري لمعاوية (٥٠ ـ ٥٩) ؛ ليواصلوا نشر الأحاديث النبوية الصحيحة في علي وأهل البيت عليهمالسلام بين مَنْ يثقون به من الناس ، وكان آخر نشاط نوعي في هذا السبيل هو المؤتمر السرّي الذي عقده الحسين عليهالسلام في مكّة في موسم الحجّ لسنة (٥٩) هجرية ، أي قبل موت معاوية بسنة ، وحضره عدد كبير من الصحابة والتابعين ، وكانت المادة الأساسية في هذا المؤتمر هي خطاب الحسين عليهالسلام الذي أطلع المؤتمرين آنذاك على خطورة الوضع الفكري
__________________
(١) صحيح البخاري (المختصر) ٣ / ١١٣٧.