والسياسي ، ثمّ حثّهم على نشر الحقائق الدينية في علي وأهل البيت عليهمالسلام ، وقد استهلّ خطابه بقوله : «إنّي خفت دروس هذا الأمر» ، (أي أمر ولاية أهل البيت).
أعلن الحسين عليهالسلام بعد موت معاوية عن حركته التبليغيّة ؛ ليقاوم بدعتين سادتا وانتشرتا انتشاراً مطبقاً :
الأولى : التربية العامّة على بغض علي عليهالسلام ولعنه والبراءة منه ، ورواية الأحاديث الكاذبة في ذمّه والطعن عليه ، ومعاقبة مَنْ يظهر خلافه لهذه السياسة.
الثانية : التربية العامّة على الولاء المطلق للخليفة ، والتقرّب إلى الله بطاعته ومحبّته ، ورواية الأحاديث الكاذبة في فضل بني اُميّة ، وإكرام مَنْ يتجاوب مع هذه السياسة. اختار الحسين عليهالسلام مكّة قاعدة ينطلق منها في حركته تلك ، يحيط به بنو هاشم لحمايته من أجل أن يقوم بممارسته التبليغيّة ، ونشر أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في علي عليهالسلام ، الممارسة التي تعاقب الدولة عليها بعقوبة الإعدام كما يُقال بلغة العصر. وتحرّك الحسين عليهالسلام على أخيار المسلمين القادمين من مختلف البلاد الإسلاميّة لأداء العمرة والحجّ يحدِّث الجيل الجديد منهم بما حرَّمت الدولة الحديث به فلم يسمعوه ، ويستنهض الجيل القديم ويذكّرهم بتكليفهم الشرعي إزاء ظهور البدع ، ومن ثمّ يطلب النصرة من الجميع ليحموه من دولة الضلال ؛ لكي يواصل هو وأخيار الصحابة والتابعين تبليغ أحاديث جدّه وسنته للأمّة.
تجاوب مع الحسين عليهالسلام وجوه شيعة أبيه في العراق ، وبخاصّة في الكوفة الممتحنة في السنوات السابقة من النظام الأموي ، وبايعوه على النصرة ودعوه إلى البلد لينهض به في مقاومة بني اُميّة كما نهض جدّه النبي صلىاللهعليهوآله بأهل المدينة لمقاومة قريش ، وشاء الله تعالى أن تنكشف الحركة في الكوفة وتُسحق في مهدها ، ويُسجن أنصار الحسين فيها ، ويُقتل هانئ أبرز وجه في الكوفة وأقواه سياسياً واجتماعياً ، ويُقتل بعده مسلم بن عقيل ، وتُقطع الطرق المؤدّية إلى الكوفة لقطع الطريق على المختفين من أنصار الحسين عليهالسلام من أن