ثورة العباسيِّين وسقوط دولة بني اُميّة مشاهد من انهيار دولة بني اُميّة على يد العباسيِّين
هزيمة مروان الحمار ومقتله :
سار عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس للقاء مروان بن محمد بن مروان ، (وهو آخر خلفاء الاُمويِّين) ، فالتقيا بالزاب (١) من أرض الموصل فهزم مروان ، واستولى عبد الله بن علي على عسكره ، وقتل من أصحابه خلقاً عظيماً ، فأتى مروان حرّان (٢) ، وكانت داره ومقامه ، ثمّ هرب منها ونزلها عبد الله بن علي ، فهدم قصر مروان بها ، وكان قد أنفق على بنائه عشرة آلاف ألف درهم ، واحتوى على خزائن مروان وأمواله. وعبر مروان الفرات حتّى أتى الشام وعبد الله يتبعه ، فسار مروان بأهله وعترته من بني اُميّة وخواصه ، حتّى نزل بنهر أبي فطرس (٣) من بلاد فلسطين ، ثمّ عبر إلى مصر. وسار عبد الله بن علي حتّى نزل دمشق ونواحيها ، وقتل من بني اُميّة قريباً من ثمانين رجلاً ، قتلهم مُثلة (٤).
__________________
(١) هو الزاب الأعلى بين الموصل وأربل.
(٢) مدينة قديمة قصبة ديار مضر ، بينها وبين الرها يوم (مراصد الاطلاع).
(٣) فطرس : ضبطه صاحب مراصد الاطلاع بضم الفاء وسكون الطاء وضم الراء وسين مهملة ، وقال : موضع قرب الرملة من أرض فلسطين.
(٤) يُقال : مثل فلان بالقتيل مثلة ومثلاً ، أي جدعه وظهرت آثار فعله عليه.