الصنف الرابع : مَنْ عرف فضل علي عليهالسلام ووجوب محبته وحرمة بغضه من خلال أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله التي انتشرت ، ولكنّه لم يكن راسخاً في موالاته. وأكثر هذا الصنف من عامّة الناس ورعاعهم ، وأغلبهم يتأثر بالجو العام ، وينعق مع الناعق المتسلط فيه ، وبشكل عام فإنّ أفاضل هذا الصنف من الصحابة والتابعين لم يكونوا يفطنون إلى الأبعاد الكاملة لخطّة معاوية ، وظنّوا أنّ إعلان السبّ لعلي هو فورة سرعان ما تهدأ.
الحسين عليهالسلام بين موقفين :
كان أمام الحسين عليهالسلام أحد موقفين إزاء معاوية :
الموقف الأوّل :
أن يتعامل مع معاوية في ضوء معرفته الخاصّة ، ومعرفة خُلَّص أصحابه بتخطيط معاوية ونواياه ، وبخاصّة بعد أن دسّ السمّ للحسن عليهالسلام ، فيبادر إلى الكوفة مركز شيعة أبيه ويعلن عن تمرّد عسكري ، ثمّ يخوض معركة الجهاد ضدّ معاوية ، وكان هذا الموقف قد عرضه وجوه أصحاب أبيه وأخيه الحسن عليهالسلام بعد وفاته.
والذي لا شك فيه أنّ هذا الموقف سابق لأوانه وتواجهه مشكلات كثيرة ، بسبب عدم وضوح مبرّر هذا الفعل لدى الأمّة ككل ، وقدرة معاوية على احتوائه ؛ سواء انتهى بقتل الحسين عليهالسلام ، أو انتهى بانتصاره المحدود وتأسيسه دولة في الكوفة ؛ وذلك لأنّه في حالة انتهائه بالقتل سيكون مشابهاً لخرجات الخوارج التي تكرّرت في السنوات العشر الأولى (خاصّة من حكم معاوية) ، وانتهت بقتل قادتها ، ويستطيع معاوية هنا معالجة كون المقتول هو الحسين عليهالسلام حفيد النبيِّ صلىاللهعليهوآله بوضع أحاديث كذب تبرّر لمعاوية قتله.
أمّا إذا انتهى بالانتصار المحدود فإنّ هذا الانتصار له حالتان معقولتان :
الأولى : انتصار يملك مقوّمات استمرار دولة الكوفة إلى جنب دولة الشام ، وهذا سوف يعيد للواقع الخطر الذي دفعه الحسن عليهالسلام بصلحه ، وهو خطر انشقاق الأمّة إلى أمّتين ودولتين ، ثمّ