على علي عليهالسلام في المجالس العامّة كما في قصة ضرار وغيره ، وليس من شكٍّ أنّه كان يستبطن غير ذلك (١).
وكانت السنوات العشر الثانية بعد وفاة الحسن عليهالسلام ، سنوات نقض الشروط ، وتعطيل الحدود ، وقتل الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وقد تدرج معاوية بخطّة مدروسة نَفَّذَ مقدّماتها في السنوات العشر الأولى التي كانت تستهدف تثبيت دعائم السلطة وملاحقة الخوارج ، وتعبئة الجو العام باتّجاه الفتوح.
كان الناس على أصناف أربعة إزاء إعلان السبّ لعلي عليهالسلام ؛ بوصفه رأس الحربة في الانقلاب :
الصنف الأوّل : الخوارج ، وهؤلاء كانوا مسرورين من ذلك ؛ لأنّهم ممّن يعلن البراءة من علي عليهالسلام أيضاً ، إلاّ إنّهم يرون معاوية امتداداً لعثمان الذي يتبرؤون منه كما يتبرؤون من علي بل يرون مواصلة الخروج على معاوية ، وقد توالى خروجهم عليه منذ بداية الصلح ولم ينقطع.
الصنف الثاني : قريش وأنصارها ، ويتوزّع قريشاً محوران هما :
١ ـ بنو اُميّة وكلّهم موتور من علي عليهالسلام ، مبغض له.
٢ ـ عبد الله بن الزبير وشيعته ، وهو معروف ببغضه علياً عليهالسلام ، وقد تناول علياً وتنقّصه في فترة حكمه للحجاز.
الصنف الثالث : الحسين عليهالسلام وبنو هاشم ومركزهم المدينة ، وشيعة علي الذين تربّوا على يديه ، أمثال حجر وعمرو بن الحمق وحبيب بن مظاهر وغيرهم ، ومركزهم الكوفة ، وهذا الصنف يدرك تخطيط معاوية بعمق ، ويعمل على إحباطه بحكمة ، ويقدّم من أجل ذلك أغلى التضحيات.
__________________
(١) وقد فصّلنا ذلك في كتابنا (صلح الإمام الحسن عليهالسلام قراءة جديدة).