أقول :
ودُحروجة الجُعَل هذا هو أحد شهود الزور على حجر بن عدي رحمهالله في الرسالة التي بعثها زياد إلى معاوية.
قال ابن أبي الحديد : وقَدِم عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي (١) من قِبَل عبد الله بن الزبير أميراً على الكوفة على حربها وثغرها ، وقدم معه من قبل ابن الزبير إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله الأعرج أميراً على خراج الكوفة ، وكان قدوم عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي يوم الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربع وستين.
خطّة الشيعة في التحرّك :
يتّضح ممّا مضى أنّ الشيعة (أصحاب علي وأولاده عليهمالسلام) كانوا قد أكلتهم المحنة والسجون ، والتشرّد والتهجير ، فلم يبقَ منهم وجود ظاهر ، فصار حالهم كما أخبر عنه علي عليهالسلام : «ألا وإنّ أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني اُميّة ؛ فإنّها فتنة عمياء مظلمة ، عمت خطّتها ، وخُصّت بليتها ، وأصاب البلاء مَنْ أبصر فيها ، وأخطأ البلاء مَنْ عمي عنها. وأيم اللّه ، لتجدنَّ بني اُميّة لكم أرباب سوء بعدي كالنّاب الضروس ؛ تعذم بفيها ، وتخبط بيدها ، وتزبن برجلها ، وتمنع درّها ، لا يزالون بكم حتّى لا يتركوا منكم إلاّ نافعاً لهم ، وغير
__________________
(١) ابن حجر في الإصابة ٤ / ٢٦٧ ، والمزي في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٠١. عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصن بن عمرو بن الحارث بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري الخطمي ، له ولأبيه صحبة ، وشهد بيعة الرضوان وهو صغير ، وكان يُكنّى أبا موسى ، روى عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وشهد الجمل وصفين والنهروان مع علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وحديثه عنه في الترمذي وغيره. وعن البراء بن عازب وحديثه عنه في الصحيحين ، وعن أبي أيوب وأبي مسعود وحذيفة ، وقيس بن سعد وزيد بن ثابت وغيرهم ، روى عنه ابنه موسى ، وسبطه عدي بن ثابت ، والشعبي ، وأبو إسحاق ، وابن سيرين ، وآخرون. وولى إمرة مكّة من عبد الله بن الزبير يسيراً ، واستمر مقيماً بها ، وكان شهد قبل ذلك مع علي مشاهده ، وقال ابن حبان : كان الشعبي كاتبه لمّا كان أمير الكوفة. قال البغوي : سكن الكوفة وابتنى بها داراً ، ومات في زمن ابن الزبير.