ضائر بهم ، ولا يزال بلاؤهم عنكم حتّى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلاّ كانتصار العبد من ربّه ، والصاحب من مستصحبه». وإنّما كانت حركة الحسين عليهالسلام بالبقيّة الباقية المستترة ؛ ليبعث الحياة في الكوفة من جديد ، وينقذها من مخطّط التذويب الذي وضعه لها معاوية ونفّذه ابن زياد.
من المؤسف جدّاً أنّ المصادر المتوفّرة لدينا التي تتحدّث عن شيعة الكوفة في هذه الفترة تكاد تنحصر بروايات أبي مخنف ، وهي غير كافية لتكوين صورة صادقة عن واقع شيعة الكوفة بعد مقتل الحسين عليهالسلام ، ولا بعد وفاة يزيد ؛ لكثرة التحريف الذي أصابها ؛ فهي تذكر أنّ حركة سليمان كانت منفصلة عن حركة المختار بل تفيد أنّ المختار كان يخذل عن حركة سليمان في أوّل أمرها.
إنّ الذي تقتضيه طبيعة الحوادث والأوضاع أن يُطلع الحسين عليهالسلام خواص أصحابه على خطّتة ؛ ليواصلوا الحركة بعد استشهاده ، وإقامة الحكم في الكوفة حين يتيسر أسبابه لهم ومقاتلة بني اُميّة. وتفيد الأخبار أنّ ميثم التمّار كان قد أخبر المختار أنّه سوف يفلت من السجن ويقتل ابن زياد ، وسيأتي الحديث عن ذلك ، ونحن نحتمل (والله العالم) أنّ خطّة الثورة في الكوفة بعد الحسين عليهالسلام تقاسمها سليمان بن صُرَد والمختار على محورين :
المحور الأوّل : أن يتحرّك سليمان بعدد من الشيعة باتّجاه الشام تنفيذاً لخطّة الحسين عليهالسلام فيما لو كان قد قدم الكوفة ، نظير ما فعل النبي صلىاللهعليهوآله حين قدم المدينة ؛ لتثبيت أنّ العدو المركزي هم أهل الشام ، ولطمأنة ابن مطيع والي عبد الله بن الزبير ، ورؤساء الجيش الذين كانوا أداة زياد وابنه في قمع أصحاب علي عليهالسلام ، وأنّ الشيعة لا يستهدفونهم في خروجهم وثورتهم.
المحور الثاني : أن يبقى المختار في الكوفة ينظّم بقيّة الشيعة ويهيئ للثورة على ابن الزبير.
روى البلاذري ٦ / ٣٨١ ، عن أبي مخنف : أنّ عمر بن سعد ، ويزيد بن الحارث بن رديم ،