ثمّ قالت : إنّي لن أدعك دون أن أموت معك. فناداها حسين عليهالسلام فقال : «جزيتم من أهل بيت خيراً ، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهنّ ؛ فإنّه ليس على النساء قتال». فانصرفت إليهنّ.
شهادة برير :
قال أبو مخنف : وحدّثني يوسف بن يزيد ، عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس ، وكان قد شهد مقتل الحسين عليهالسلام قال : وخرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة ، وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس فقال : يا برير بن خضير ، كيف ترى الله صنع بك؟ قال : صنع الله والله بي خيراً وصنع الله بك شرّاً.
قال : كذبت ، وقبل اليوم ما كنت كذّاباً. هل تذكر وأنا أماشيك في بني لوذان وأنت تقول : إنّ عثمان بن عفّان كان على نفسه مسرفاً ، وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضالّ مضلّ ، وإنّ إمام الهدى والحقّ علي بن أبي طالب؟
فقال له برير : أشهد أنّ هذا رأيي وقولي. فقال له يزيد بن معقل : فإنّي أشهد أنّك من الضالين.
فقال له برير بن خضير : هل لك فلاُباهلك ، ولندعُ الله أن يلعن الكاذب ، وأن يقتل المبطل ، ثمّ اخرج فلاُبارزك؟
قال : فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه أن يلعن الكاذب ، وأن يقتل المحقُّ المبطلَ ، ثمّ برز كلّ واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين ؛ فضرب يزيد بن معقل برير بن خضير ضربة خفيفة لم تضرّه شيئاً ، وضربه برير بن خضير ضربة قدّت المغفر وبلغت الدماغ ، فخرّ كأنّما هوى من حالق ، وإنّ سيف ابن خضير لثابت في رأسه ، فكأنّي أنظر إليه ينضنضه من رأسه ، وحمل عليه رضي بن منقذ العبدي واعتركا ووقعا على الأرض ، فجاء كعب بن جابر بن عمرو الأزدي وطعنه بالرمح حتّى وضعه في ظهره ، ثمّ أقبل عليه يضربه بسيفه حتّى قتله.