شهادة الحنفي :
ثمّ اقتتلوا بعد الظهر ، فاشتدّ قتالهم ، ووصل إلى الحسين عليهالسلام ، فاستقدم الحنفي أمامه ، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً قائماً بين يديه ، فما زال يُرمى حتّى سقط.
شهادة زهير بن القين :
وقاتل زهير بن القين قتالاً شديداً ، وأخذ يقول :
أنا زهيرٌ وأنا ابنُ القينِ |
|
أذودهم بالسيفِ عن حسينِ |
قال : وأخذ يضرب على منكب الحسين عليهالسلام ويقول :
أقدِم هُدِيت هادياً مهديّا |
|
فاليوم تلقى جدَّكَ النبيّا |
وحسَناً والمرتضى عليّا |
|
وذا الجناحين الفتى الكميّا |
قال : فشدّ عليه كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر بن أوس فقتلاه.
شهادة بقية الأصحاب الحسين عليهالسلام :
قال : فلمّا رأى أصحاب الحسين عليهالسلام أنّهم قد كُثِروا ، وأنّهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسيناً ولا أنفسهم تنافسوا في أن يُقتلوا بين يديه ، وجاء الفتيان الجابريان ؛ سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد بن سريع ، وهما ابنا عمّ وأخوان لأمّ ، فأتيا حسيناً فدنوا منه وهما يبكيان.
فقال : «أي ابنَي أخي ، ما يبكيكما؟ فوالله إنّي لأرجو أن تكونا عن ساعة قريرَي عين». قالا : جعلنا الله فداك! لا والله ما على أنفسنا نبكي ، ولكنّا نبكي عليك ؛ نراك قد أُحيط بك ولا نقدر على أن نمنعك.
فقال : «جزاكما الله يا بني أخي بوجدكما من ذلك ، ومواساتكما إيّاي بأنفسكما أحسن جزاء المتقين».