فقال له ابن عمر : نعم ، أنت القاتل سبعة آلاف (١) من أهل القبلة في غداة واحدة ، عش ما استطعت.
فقال مصعب : إنّهم كانوا كفرة سحرة.
فقال ابن عمر : والله ، لو قتلت عدّتهم غنماً من تراث أبيك لكان ذلك سرفاً.
ثمّ إنّ مصعب أمر بكفّ المختار فقطعت ، ثمّ سمرت بمسمار حديد إلى جنب المسجد ، فلم يزل على ذلك حتّى قدم الحجّاج بن يوسف فنظر إليها ، فقال : ما هذه؟ قالوا : كفّ المختار. فأمر بنزعها.
مصعب يقتل زوجة المختار بفتوى أخيه عبد الله :
قال المسعودي : وكان من جملة مَنْ أدركه الإحصاء ممّن قتله مصعب مع المختار سبعة آلاف رجل ، كلّ هؤلاء طالبون بدم الحسين عليهالسلام وقتلة أعدائه ، فقتلهم مصعب وسمّاهم الخشبية.
وتتبّع مصعب الشيعة بالقتل بالكوفة وغيرها.
اُتي بحرم المختار فدعاهنّ إلى البراءة منه ففعلنّ ، إلاّ حرمتين له :
إحداهما بنت سمرة بن جندب الفزاري ، والثانية ابنة النعمان بن بشير الأنصاري ، وقالتا : كيف نبرأ من رجل يقول ربّي الله؟! كان صائماً نهاره ، قائماً ليله ، قدّم دمه لله ولرسوله في طلب قتلة ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهله وشيعته ، فأمكنه الله منهم حتّى شفى النفوس.
فكتب مصعب إلى أخيه عبد الله بخبرهما وما قالتاه.
فكتب إليه : إنْ هما رجعتا عمّا هما عليه وتبرّأتا منه وإلاّ فاقتلهما.
فعرضهما مصعب على السيف ، فرجعت بنت سمرة ولعنته وتبرّأت منه ، وقالت :
__________________
(١) قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ٢ / ٢٠ : إنّهم كانوا ثمانية آلاف.