لو دعوتني إلى الكفر مع السيف لكفرت ، أشهد أنّ المختار كافر.
وأبت ابنة النعمان بن بشير ، وقالت : شهادة أُرزقها فأتركها؟ كلاّ ، إنّها موتة ثمّ الجنّة والقدوم على الرسول وأهل بيته. والله ، لا يكون آتي مع ابن هند فاتبعه وأترك علي بن أبي طالب. اللّهمّ اشهد أنّي متّبعة لنبيّك وابن بنته وأهل بيته وشيعته ، ثمّ قدّمها فقُتلت صبراً (١).
فقال عمر بن أبي ربيعة القرشي في قتل مصعب عمرة بنت النعمان بن بشير :
إنّ من أعجبِ العجائب |
|
عندي قتلَ بيضاءَ حرّةٍ عطبولِ |
قُتلت هكذا على غيرِ جرمٍ |
|
إنّ لله درَّها من قتيلِ |
كُتب القتلُ والقتالُ علينا |
|
وعلى المحصناتِ جرُّ الذيولِ |
فقال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في ذلك :
ألم تعجب الأقوامُ من قتلِ حرّةٍ |
|
من المحصناتِ الدينِ محمودةِ الأدبْ |
من الغافلاتِ المؤمناتِ بريئةٍ من |
|
الذمِّ والبهتانِ والشكِ والكذبْ |
عجبتُ لها إذ كُفّنت وهي حيّة ألا |
|
إنّ هذا الخطب من أعجبِ العجبْ |
بعث مصعب عمّاله على الجبال والسواد ، ثمّ إنّه كتب إلى ابن الأشتر يدعوه إلى طاعته ويقول له : إن أنت أجبتني ودخلت في طاعتي فلك الشام وأعنّة الخيل ، وما غلبت عليه من أرض المغرب ما دام لآل الزبير سلطان.
وكتب عبد الملك بن مروان من الشام إليه يدعوه إلى طاعته ويقول : إن أنت أجبتني ودخلت في طاعتي فلك العراق. فدعا إبراهيم أصحابه ، فقال : ما ترون؟ فقال بعضهم : تدخل في طاعة عبد الملك. وقال بعضهم : تدخل مع ابن الزبير في طاعته. فقال ابن الأشتر : ذاك لو لم أكن أصبت عبيد الله بن زياد ولا رؤساء أهل الشام تبعت عبد الملك ، مع أنّي لا أحبّ أن أختار على أهل مصري مصراً ، ولا على عشيرتي عشيرة. فكتب إلى مصعب ، فكتب إليه مصعب : أن اقبل ، فأقبل إليه بالطاعة.
__________________
(١) مروج الذهب ٣ / ٩٩ ـ ١٠٠.