إلى قبلتين وكتابين ، ولا يترقّب من الحسين عليهالسلام أن يرضى بذلك ، شأنه شأن أخيه الحسن عليهالسلام (١).
الثانية : انتصار مؤقت ينتهي بقتل الحسين عليهالسلام على يد معاوية كما قتل ابن الزبير على يد عبد الملك بعد سبع سنوات من حكمه ، وهذا القتل تؤكّده الأخبار الغيبية الواردة عن النبي صلىاللهعليهوآله.
وخلاصة القول في الموقف الأوّل : أنّه إمّا أن ينتهي إلى عودة انشقاق الأمّة وما يستلزمه من اختلاف القبلة والكتاب ، أو ينتهي بقتل الحسين عليهالسلام مع قدرة معاوية على تشويه حركة الحسين عليهالسلام ، وخلط أوراقها يساعده على ذلك الجو العام الذي صنعه معاوية لإحياء حركة الفتوح والغزو وتعبئة الأمّة بشكل عام إزاءه هذا ، مع عدم ظهور كلّ نوايا معاوية العدوانية وأضغانه وموبقاته.
الموقف الثاني :
أن يؤجّل الحسين عليهالسلام قيامه وتصدّيه إلى ما بعد وفاة معاوية ، ويكتفي بقيام وجوه شيعة أبيه كحجر بن عدي وعمرو بن الحمق وأصحابهما بالإنكار اللساني ، ثمّ ممارسة التبليغ الفكري سرّاً ، وهذا الموقف هو الذي اختاره الحسين عليهالسلام وأمر به غالبية أصحابه حين قال لهم : «كونوا أحلاس بيوتكم» (٢). وبعبارة اُخرى : فإنّ هذا الموقف يتكوّن من مرحلتين :
الاُولى : تسجيل الإنكار اللساني من قبل الوجوه كحجر وأمثاله ، ومواصلة التبليغ الفكري سرّاً.
الثانية : المواجهة الفكرية والسياسية المعلنة من الحسين عليهالسلام بعد وفاة معاوية ، وطلب النصرة من المسلمين لحمايته حتى يواصل تبليغه والإطاحة بسلطة بني أميّة كما صنع جده النبي صلىاللهعليهوآله مع قريش.
__________________
(١) وقد تناولنا الحديث مفصلاً عن هذا الاحتمال في بحثنا عن صلح الحسن عليهالسلام.
(٢) كونوا أحلاس بيوتكم : أي الزموها ولا تبرحوها.