يلحقوا به ، ويطوق الركب الحسيني القادم من مكّة خوفاً من أن تُستحل حرمتها به حيث كان يزيد قد دسّ الرجال ليقتلوا الحسين عليهالسلام غِيلة في الموسم.
عرض جيش الدولة على الحسين عليهالسلام أن يسلّم نفسه للسلطة ، وأبى الحسين ومَنْ معه ذلك ، وجرت معركة غير متكافئة ، وقُتل الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه ، ورُفعت رؤوسهم على الرماح ، وداست الخيل صدر الحسين عليهالسلام ، واُخذت نساؤه وأطفاله أسرى إلى الشام.
صفا الجو ليزيد وبني اُميّة سنتين تقريباً بعد قتل الحسين ، وقدّروا أنّهم أطفأوا النور الحسيني ، وأنّ زلزال الخطر عليهم وعلى خطّتهم زال إلى غير رجعة ، وما دَرَوْا أنّ القيام المخلص لله والقتل في سبيله هو من أعظم الوسائل التي يتألّق بها نور الهداية ، ويستحكم بها الزلزال على المنحرفين ، وتظهر معالمه جلية واضحة في كلّ البلاد الإسلاميّة.
فقد ثار أهل المدينة على يزيد بعد سنتين (٦٣) هجرية من قتل الحسين عليهالسلام.
وأعلن أهل مكّة تمرّدهم في غضون ذلك.
وعاجل الله تعالى يزيد فأماته مبكرّاً ، واستقال ولده معاوية الثاني ، ومات بعد استقالته بأيام ، وتمزّقت الدولة الاُمويّة شرّ ممزّق.
فاقتتل أهل الشام بينهم من أجل الملك ، وصاروا رايتين : راية تدعو لابن الزبير ، وأخرى تدعو لمروان ، ثمّ صفا الأمر لمروان بن الحكم بعد وقعة مرج راهط ، التي أهلكت آلاف الناس ، ومن بعده لابنه عبد الملك.
واقتتل أهل خراسان قال المدائني : لمّا مات يزيد بن معاوية وثب أهل خراسان بعمّالهم فأخرجوهم ، وغلب كلّ قوم على ناحية ، ووقعت الفتنة ، وغلب عبد الله بن حازم على خراسان ، ووقعت الحرب (١) ، وأقرَّ عبد الله بن الزبير عبد الله بن خازم على
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٥٤٦.