ولأهل بيته وأصحابه الذي يكونون معه ، كما أطلع المختار وبقيّة الخواص على دوره في إنفاذ الشوطين الباقيين ، وإنّ الخطّة لا تتعطّل بشهادته عليهالسلام. وقد مرّ علينا آنفاً قول ميثم التمّار للمختار لمّا كانا في حبس عبيد الله بن زياد بأنّه يفلت ، ويخرج ثائراً بدم الحسين عليهالسلام (١) ، وأنّه يقتل عبيد الله.
وقد نهض المختار بالشوط الثاني ، وقدِّر له أن يقتل قتلة الحسين عليهالسلام ، ويقتص منهم فعلاً بفعل ، وحركة بحركة ، ويحقّق انتصاراً عظيماً لمدرسة علي عليهالسلام في الكوفة ومدنها ، والجزيرة ، وفي شمال العراق وقراها مدّة ستة عشر شهراً ، انبعثت فيها أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله الصحيحة في أهل بيته ، وانتشرت الحقائق الصحيحة عن السيرة وتاريخ الخلفاء وسيرة علي عليهالسلام.
وكان هذا النصر على حساب حركة عبد الله بن الزبير وأطروحته الفكرية والسياسية ، وموقفها من علي ومدرسته في غنىً عن البيان ، وقد مرّت الإشارة إلى طرف منها. لقد اقتطع المختار الكوفة وما يتبعها من القرى والمدن من مملكة ابن الزبير ، مضافاً إلى أنّه نصر ابن الحنفيّة وابن عباس لمّا حصرهما ابن الزبير في الحرم ليضرم عليهما الحطب.
وكان أيضاً على حساب عبد الملك بن مروان في الشام وأطروحته الفكرية والسياسية ، وهي أطروحة معاوية ، وكان المختار قد بعث جيشاً لقتال أهل الشام الذين بعثهم عبد الملك بقيادة عبيد الله بن زياد ، فهزم الجيش وقتل ابن زياد.
وقد قُدِّر لابن الزبير أن يقضي على المختار وحركته ، ويقتل سبعة آلاف صبراً من الشيعة كما سيأتي ، وصارت الكوفة كلّها لابن الزبير من النصف من رمضان سنة ٦٧ هجرية إلى جمادى الأولى سنة ٧٢ ، وتحرّك الإعلام الزبيري لمدّة خمس سنوات في
__________________
(١) كما في خبر ميثم التمّار وقوله للمختار في السجن أنّه سوف يفلت ويقتل عبيد الله ، وأنّ ميثم يُرزق الشهادة.