روى ابن قولويه بسنده عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق عليهالسلام : «قُل ... اللّهمّ إنّي أَشهَدُ أنّ هذا قبرُ ابنِ حبيبِك وصَفوتِك من خلقِك ، وأنّه الفائزُ بكرامتِك ، أكرمتَه بكتابِك ، وخصَصْتَه وائتمَنْتَه على وحيك ، وأعطيتَه مواريثَ الأنبياء ، وجعلته حجةً على خَلقِك ، فأعذَرَ في الدعاء ، وبذَل مُهجتَه فيكَ ؛ ليستنقذَ عبادَك من الضَّلالة والجهالة ، والعَمى والشَّكِ والارتياب إلى باب الهدى.
السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلام عليك يا وارث محمّد حبيب الله صلىاللهعليهوآله ، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله ، وولي الله ، السلام عليك يا وارث الحسن بن علي الزكي ، السلام عليك يا وارث فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام عليك أيها الصِّدِّيق الشهيد ، السلام عليك أيها الوصيّ ، السلام عليك أيها الوفيّ ، أشهد أنّك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وعبدت الله مخلِصاً حتّى أتاك اليقين ، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته» (١).
وكتابنا هذا يقوم على الاُطروحة الثالثة ، فيتناول بالتفصيل :
كيف حرّف بنو اُميّة دين الله وسنّة نبيّه ، وكيف نهض الحسين عليهالسلام بوجههم ، وكيف وفّق لتكون حركته وشهادتُه عليهالسلام سبباًَ لهداية الناس إليه ، وسنّة النبي صلىاللهعليهوآله الصحيحة ، ولولا ذلك لكانت الأمّة إلى اليوم تعيش ضلالة بني اُميّة. وفي ضوء هذا التفسير تأتي ضرورة مواصلة إحياء ذكرى هذه الشهادة ؛ لأنّها مَعْلَمٌ ورايةٌ تنبِّه الغافلين من المسلمين والباحثين عن الحقيقة في تاريخ الإسلام : (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ).
__________________
(١) رواه ابن قولويه في كتابه كامل الزيارات / ٢٢٣ ، قال : حدّثني أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكري ومحمد بن الحسن جميعاً ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه علي بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن محمّد بن مروان.