وقال في عمدة الطالب (١) : دس إليه الوليد بن عبد الملك مَنْ سقاه سمّاً فمات وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون سنة ، وكان يشبه برسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال الأبطحي : إنّه رحمهالله أدرك أباه عليهالسلام وروى عنه ، ولا تصح روايته عنه إلاّ إذا كان له من العمر ما يصح في مثله الرواية ، وقد مضى أبوه الإمام السبط أبو محمد الحسن عليهالسلام شهيداً في صفر سنة خمسين كما صرّح بذلك المفيد في الإرشاد ، وابن عنبة في عمدة الطالب. وقد حضر مع عمّه كربلاء سنة (٦١). وعانده الحجّاج أيّام إمارته على الحجاز سنة (٧٣) أو بعدها في توليه الصدقات ، وفي تشييع جنازة جابر الأنصاري الصحابي ودخوله قبره سنة (٧٨) قبل دخول عبد الملك المدينة ، وعزله الحجّاج عن الحجاز. وروى عن الحسن المثنى الحسن المثلث ابنه المولود سنة (٧٧) على ما يأتي ، ولا تصح روايته إلاّ بعد سنين من ولادته. وفي سنة (٨٥) أو ما يقاربها اُقيم بأمر هشام بن إسماعيل والى المدينة إلى جانب منبر مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، وأمره بسبب الزبي فامتنع فضرب بسوط حتّى سال الدم تحت قدمه في المرمر كما تقدّم. ولعل ذلك كان حين ما أمر عبد الملك واليه بأخذ البيعة من الناس عند عقده العهد من بعده لولده ، وعند ذلك ضرب سعيد بن المسيب ستين سوطاً وصمم. ذكره اليافعي في سنة (٨٥) ، وبويع للوليد بن عبد الملك سنة (٨٦) ، وكتب إلى عثمان بن حيّان عامله بالمدينة أن أجلد الحسن بن الحسن عليهالسلام مئة ضربة ، وقفه للناس يوماً ، ولا أراني إلاّ قاتله (الحديث كما تقدّم). ولعله لذلك ذكر في العمدة كما تقدّم : أنّ الوليد دسّ مَنْ سقاه سمّاً. وقال في تهذيب التهذيب ٣ / ٢٦٣ في ترجمته : قرأت بخطّ الذهبي مات سنة (٩٧). قال : فإن صح ذلك فهذا في أيام سليمان بن عبد الملك فقد مات الوليد سنة (٩٦). وقد ظهر من ذلك كلّه أنّ ما في الإرشاد وعمدة الطالب في مدّة عمر الحسن بن الحسن عليهالسلام غير مستقيم ، ولعله كان فيهما تصحيفاً من النّساخ.
__________________
(١) قال الأبطحي : وفيه أقوال اُخر : سنة ٤٤ ، أو ٤٩ ، أو ٥١ ، أو ٥٦ ، أو ٥٨ ، أو ٥٩.