دخل الحسين عليهالسلام أرض العراق ، وتحصره طلائع جيش النظام بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي ، ولا تدعه يدخل الكوفة ، ولا يخرج عن أرض العراق ، وانتهى المطاف بحصره في كربلاء ، واجتمعت عليه كتائب جيش النظام الأموي بقيادة عمر بن سعد ، وعرضوا عليه البيعة ، وتسليم نفسه للسلطة أو يقاتلوه.
اختار الحسين عليهالسلام الموت على البيعة أو التسليم ، وهو شعاره منذ اليوم الأوّل من حركته ، وكذلك كان موقف مَنْ معه من أهل بيته وأصحابه من الكوفيين من الذين صحبوه من مكّة ، ومن الذين استطاعوا الفرار من الكوفة واللحاق به ، أمثال : عمرو بن خالد الصيداوي (١) ، وأبي الشعثاء يزيد بن زياد بن مهاصر البهدلي الكندي (٢) ، وحبيب بن مظاهر الأسدي ، ومسلم بن عوسجة الأسدي (٣) ، وأبي ثمامة الصائدي (٤) ، ونافع بن هلال الجملي وغيرهم (٥).
قُتل الحسين وأصحابه وأهل بيته عليهمالسلام جميعاً بعد معركة غير متكافئة ، وقُطعت رؤوسهم ، وسُيّرت إلى الكوفة مع عيال الحسين ، ومن هناك سُيّروا إلى الشام.
__________________
وجنودك زئير الأسد ، عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته ، ثمّ كتبت إلى ابن مرجانة أن يستقبله بالخيل والأسنّة والسيوف.
(١) خرج من الكوفة بعد قتل مسلم هو ومولاه سعد بن مجمع بن عبد الله وابنه عائذ ودليلهم الطرماح قال ابن الاثير في الكامل : لمّا رآهم الحرّ حجزهم ، فقال له الحسين : «هؤلاء أصحابي ولأمنعنهم ممّا أمنع منه نفسي». فكفّ عنهم الحرّ.
(٢) خرج من الكوفة إلى الحسين فصادفه في الطريق قبل أن يلاقيه الحرّ.
(٣) كان هو وحبيب مع مسلم بن عقيل ، ثمّ خرج مع حبيب بعد قتل مسلم والتحقا بالحسين عليهالسلام.
(٤) كان من أصحاب علي عليهالسلام الذين شهدوا معه مشاهده كلّها ، وبعده صحب الحسن عليهالسلام ثمّ بقي في الكوفة إلى أن هلك معاوية ، ثمّ بعد أن اجتمع مع مَنْ اجتمع من وجوه الشيعة في دار سليمان بن صرد خرج مع نافع بن هلال بعد قتل مسلم والتحق بالحسين عليهالسلام.
(٥) ويذكر الطبري ٥ / ٣٥٤ عن أبي مخنف قال : خرج يزيد بن نبيط وهو من عبد القيس إلى الحسين عليهالسلام ، وكان له بنون عشرة فقال : أيّكم يخرج معي فانتدب معه ابنان له ؛ عبد الله وعبيد الله ، فتقدى في الطريق حتّى انتهى إلى حسين عليهالسلام فدخل في رحله بالأبطح ، ثمّ أقبل معه حتّى أتى فقاتل معه فقُتل معه هو وابناه.