اُخرى مع مسلم بن عقيل التحقت بالحسين عليهالسلام وهو في الطريق ، أو أيام المهادنة بينه وبين عمر بن سعد ، منهم : أبو الشعثاء يزيد بن زياد بن مهاصر البهدلي الكندي (١) ، وعمرو بن خالد الصيداوي (٢) ، وحبيب بن مظاهر الأسدي (٣) ، ومسلم بن عوسجة الأسدي ، وأبو ثمامة الصائدي (٤) ، ونافع بن هلال الجملي وغيرهم (٥).
__________________
نزل الثغر بالمصيصة وكان ثقة ، رجلاً صالحاً ، صاحب سنّة ، وهو الذي أدّب أهل الثغر ، وعلمهم السنّة ، وكان يأمرهم وينهاهم ، وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه ، وكان كثير الحديث ، أمر سلطاناً يوماً ونهاه ، فضربه مئة سوط ، فغضب له الأوزاعي فتكلّم في أمره.
(١) خرج من الكوفة إلى الحسين عليهالسلام فصادفه في الطريق قبل أن يلاقيه الحرّ.
(٢) خرج بعد قتل مسلم هو ومولاه سعد بن مجمع بن عبد الله وابنه عائذ ودليلهم الطرماح. قال ابن الأثير : لمّا رآهم الحرّ حجزهم. فقال له الحسين عليهالسلام : «هؤلاء أصحابي ، ولأمنعنهم ممّا أمنع منه نفسي». فكفّ عنهم الحرّ.
(٣) قال ابن حجر في لسان الميزان : حبيب بن مظاهر الأسدي ، روى عن علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) ، ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، وقال أبو عمرو الكشي : كان من أصحاب علي ، ثمّ كان من أصحاب الحسن والحسين عليهمالسلام ، وذكر له قصة مع ميثم التمّار. ويقال : أنّ حبيب بن مظاهر قُتل مع الحسين بن علي (رضي الله تعالى عنهم).
(٤) كان من أصحاب علي عليهالسلام الذين شهدوا معه مشاهده كلّها ، وبعده صحب الحسن ، ثمّ بقي في الكوفة إلى أن هلك معاوية ، ثمّ بعد اجتمع مع مَنْ اجتمع من وجوه الشيعة في دار سليمان بن صرد ، خرج مع نافع بن هلال بعد قتل مسلم والتحق بالحسين عليهالسلام.
(٥) ويذكر الطبري (٥ / ٣٥٤) عن أبي مخنف أنّه قال : قد بلغ ابن زياد إقبال الحسين ، فكتب إلى عامله بالبصرة أن يضع المناظر ، وقال : خرج يزيد بن نبيط ـ وهو من عبد القيس ـ إلى الحسين عليهالسلام ، وكان له بنون عشرة ، فقال : أيكم يخرج معي؟ فانتدب معه ابنان له عبد الله وعبيد الله ، فتقدّى في الطريق حتّى انتهى إلى الحسين عليهالسلام ، فدخل في رحله بالأبطح ، وبلغ الحسين عليهالسلام مجيئه فجعل يطلبه ، وجاء الرجل إلى رحل الحسين عليهالسلام فقيل له : قد خرج إلى منزلك. فأقبل في أثره ، ولمّا لم يجده الحسين عليهالسلام جلس في رحله ينتظره ، وجاء البصري فوجده في رحله جالساً ، فقال : بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. قال : فسلّم عليه وجلس إليه ، فخبّره بالذي جاء له ، فدعا له بخير ، ثمّ أقبل معه حتّى أتي فقاتل معه فقُتل معه هو وابناه. (تقدى في الطريق : أي لزم سنن الطريق جادته).