الوليد بن عقبة بن نزار العنسي ، حدّثنا سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال : دخلت على عبد الرّحمن بن أبي ليلى فحدّثني أنّه شهد عليّاً (رضي الله تعالى عنه) في الرحبة قال : «أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله وشهده يوم غدير خم إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ مَنْ قد رآه». فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا : قد رأيناه وسمعناه ، حيث أخذ بيده يقول : «اللّهمّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه ، وانصر مَنْ نصره ، واخذل مَنْ خذله». فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا ، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.
شرح نهج البلاغة ١٤ / ١١ : قال أبو مخنف : فحدّثني موسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : … لمّا دخل الحسن وعمّار الكوفة اجتمع إليهما النّاس ، فقام الحسن فاستنفر النّاس ، فحمد الله وصلّى على رسوله ، ثمّ قال : «أيّها النّاس ، إنّا جئنا ندعوكم إلى الله وإلى كتابه وسنّة رسوله ، وإلى أفقه مَنْ تفقّه من المسلمين ، وأعدل مَنْ تعدلون ، وأفضل مَنْ تفضّلون ، وأوفى مَنْ تبايعون. مَنْ لم يعبه القرآن ، ولم تجهله السنّة ، ولم تقعد به السابقة إلى مَنْ قرّبه الله تعالى إلى رسوله قرابتين ؛ قرابة الدين وقرابة الرحم ، إلى مَنْ سبق النّاس إلى كلّ مأثرة ، إلى مَنْ كفى الله به رسوله والنّاس متخاذلون ، فقرب منه وهم متباعدون ، وصلّى معه وهم مشركون ، وقاتل معه وهم منهزمون ، وبارز معهم وهم محجمون ، وصدَّقه وهم يكذِّبون. إلى مَنْ لم ترد له رواية ، ولا تُكفا له سابقة ، وهو يسألكم النصر ، ويدعوكم إلى الحقّ ، ويأمركم بالمسير إليه لتوازروه وتنصروه على قوم نكثوا بيعته ، وقتلوا أهل الصلاح من أصحابه ، ومثلوا بعمّاله ، وانتهبوا بيت ماله ، فاشخصوا إليه رحمكم الله ، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، واحضروا بما يحضر به الصالحون».
شرح نهج البلاغة ١٩ / ٣٠٥ : وروى ابن جرير الطبري في تاريخه ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الفقيه ، وكان ممّن خرج لقتال الحجّاج مع ابن الأشعث ، إنّه قال فيما كان يحضّ به النّاس على الجهاد : إنّي سمعت عليّاً رفع الله درجته في الصالحين ، وأثابه ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام : «أيّها المؤمنون ، إنّه مَنْ رأى عدواناً يُعمل به ، ومنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبريء ، ومَنْ أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من