ولد سنة ١١٦٥ ونشأ في طلب العلم وجد فيه إلى أن فضل ، وأخذ الطريقة الخلوتية والقادرية عن جده لأمه الشيخ عبد اللطيف بن أبي شكرة من محلة المعادي ، وهو أخذها عن الشيخ سعد اليماني الأهدلي ، وهو أخذها عن الشيخ محمد هلال بن الشيخ أبي بكر الرامحمداني.
وكان ملازما للعزلة والعبادة ويقرأ الدروس في جامع قارلق واشتهر بالنسبة إلى هذه المحلة ، وكان يقيم الذكر يوم الأحد بعد العصر وللناس خصوصا سكان تلك المحلات اعتقاد عظيم فيه ، وهو جدير بذلك لما كان عليه من الصلاح والتقوى والقناعة.
وله يوان شعر محتو على قصائد وموشحات ومدائح نبوية ومواليات. ومن مؤلفاته منظومة في الفقه على المذاهب الأربعة وهي في خمس كراريس مطلعها :
من بعد بسم الله والحمدلة |
|
أزكى صلاتي لنبي الرحمة |
لكنها ركيكة النظم ظهر لنا منها أن المترجم لم يكن من المتضلعين في العلوم الأدبية ولم يعان قرض الشعر لاشتغاله بما هو أهم وهو الإرشاد والذكر وتلاوة الأوراد. وقد أدرج أحمد عقيل المنشد الشهير هذه المنظومة في مجموعة له وهي في ١١٦٥ بيتا ، ويوجد منها نسخة في المكتبة الصديقية بحلب.
وله منظومة في الطبائع الأربع في إحدى عشرة ورقة ، ومنظومة في علم الموسيقا والأنغام وفي الأصول التي يعبرون عنها بالتم والتك ، ومنظومة في أسماء الله الحسنى وغير ذلك.
وكانت وفاته سنة ألف ومائتين وإحدى وخمسين ودفن في تربة قارلق رحمهالله.
١٢٠٨ ـ الشيخ محمد هلال السرميني المتوفى سنة ١٢٥٥
الشيخ محمد هلال بن أحمد السرميني ، جد بني السرميني العائلة القاطنة في محلة الجلّوم الكبرى.
ذكره الشيخ أبو الوفا الرفاعي في منظومته سكان حلب فيمن دفن في تربة السنابلة ووصفه بالفاضل. وقد رأيت قبره وقد كتب عليه أنه توفي في صفر سنة ١٢٥٥.
ومن آثاره كتاب في علم النحو سماه «الحقايق» شرحه تلميذه الشيخ عمر الطرابيشي.