وبجانب قبر الشيخ محمد المترجم قبر ولده الشيخ محمد ، وقد كانت وفاته سنة ١٢٦٣ ، جلس على السجادة بعد وفاة والده إلى أن توفي بالتاريخ المذكور.
وكان فاضلا صالحا متقللا من الدنيا ، ملازما العبادة وتلاوة الأوراد وإقامة الذكر ، معتقدا خصوصا عند سكان تلك المحلات.
١١٥٨ ـ الشيخ صالح الداديخي المتوفى في حدود سنة ١٢١٠
الشيخ صالح بن حسين بن أحمد بن أبي بكر الحلبي الحنفي الشهير بالداديخي كوالده ، الفقيه الأصولي الكاتب البارع المتفوق الدّين التقي الزاهد.
مولده في إحدى الجماديين سنة ١١٣٨. وقرأ على جماعة وأخذ عنهم وأكثر من الفقه أخذا وقراءة ، ومن جملة من أخذ عنهم والده المومى إليه وأبو الثناء محمود بن شعبان الباذستاني وأبو الحسين علي بن إبراهيم العطار وأبو محمد عبد القادر بن بشير بن عبد الحق البشيري وياسين الفرضي وأبو جعفر منصور بن علي الصواف وعبد الوهاب بن أحمد المصري الأزهري وأبو محمد عبد الكريم بن أحمد الشراباتي وأبو السعادات طه بن مهنا الجبريني وعبد الوهاب بن قورد العرّاس وأبو محمد عبد الرحمن بن مصطفى البكفالوني وأبو عبد الله محمد بن محمد الطاهر التافلاني المغربي وأبو عبد الفتاح محمد بن الحسين الزمار وآخرون. وسمع عليهم الكثير من الأحاديث الشريفة والكتب في غالب الفنون ، واعتنى بملازمتهم وحضور مجالسهم ، وأجازه الأكثر منهم بخطوطهم.
وناب بالقضاء في حلب وفي أريحا وإدلب وغيرها ، وحفظ المسائل والفروع الفقهية واعتنى أشد اعتناء بها. وكان شديد الحفظ لها قوي الاستحضار ، وكانت الناس تراجعه في المسائل.
وكان يلازم قراءة الأوراد والأذكار ، كثير العبادة ، لطيف العشرة.
وكان والده من مشاهير علماء حلب أصحاب الرفعة والشأن ، ولما صاهر المولى الرئيس صالح بن إبراهيم بن عبد الله الداديخي أحد أعيان حلب وتزوج بابنته أم العز خاتون وانتمى إليه وسكن عنده غلبت عليه نسبته وصار لا يعلم إلا بها بين الناس ، وتارة كان يكتب في تحريراته الداديخي وتارة الصالحي نسبة إلى مخدومه المذكور ، وجاء من ابنته أبو الحسين