١٠٨٧ ـ الشيخ سعد اليماني المتوفى سنة ١١٧٤
سعد بن سعيد الأهدلي المرادعي اليماني ، المقيم بحلب مدة تنوف على أربعين سنة.
صحب أول دخوله حلب الشيخ الصالح محمد هلال شيخ القادرية ، وجلس معه لتربية الأطفال بالمكتب الكائن بمسجد البهرمية بحلب مدة طويلة ، ثم أذن له في افتتاح الذكر وقراءة الأوراد وجعله خليفة له بحياته ، واجتمع عليه جماعة أخذوا عنه طريق القادرية. وسكن ... (١) ثم بجامع المشاطية وبه دفن في قبلية الجامع المذكور باجتماع كلمة جهلة من أهل تلك المحلة ومن إخوانه ، وقبله كذلك كان دفن شيخه المذكور في صحن زاويته المعروفة به بمحلة الجلّوم.
وكان الشيخ سعد المذكور معتقدا صالحا أقعد قبل وفاته ، وكان يحمل في محمل صغير على ظهر دابة لأي مكان كان. وكان شديد السواد كأنه نوبي ، إلا أنه كان يحدث أنه لم يمسه الرق وأنه من اليمن وخرج من تلك الناحية وهو صغير ، وهو ثقة فيما حدث.
توفي سابع عشرين ذي الحجة سنة أربع وسبعين وماية وألف ودفن من الغداة وقد ناهز الثمانين ، ولم يعقب. ا ه.
الكلام على جامع المشاطية :
هذا الجامع واقع في محلة المشاطية خارج بانقوسا ، ولا يعلم تاريخ بنائه ، غير أن في الصحن محرابا مزخرفا قليلا يدل شكل بنائه أنه مما بني في القرن التاسع أو العاشر ، ومنارته تدل على ذلك أيضا.
وقبليته مستطيلة طولها ١٣٧ قدما وعرضها ٣٧ قدما وذلك مع الجدران وفيها قبر المترجم كما تقدم. وهناك خزانتان ممتلئتان مصاحف مخطوطة وهي مهملة وفي حاجة إلى الترميم ، وبعضها جميل الخط يقتضي أن يحفظ في الخزائن ، وليس في القبلية من الآثار ما يستحق الذكر.
وله صحن واسع طوله ٩٠ قدما وعرضه ٤٢ ، وهناك قبر يعرف بقبر الشيخ إبراهيم
__________________
(١) فراغ في الأصل.