وكان رحمهالله صالحا متعبدا ساكنا.
توفي في جمادى الأولى سنة ١٣٠٤ ، ودفن في تربة الشيخ جاكير.
وممن أخذ عنه شيخنا الشيخ بشير الغزي وأخوه الشيخ كامل والشيخ محيي الدين سلطان وغيرهم.
١٢٧٠ ـ الشيخ عبد الحميد دده المتوفى سنة ١٣٠٤
الشيخ عبد الحميد دده ابن الشيخ حسن دده البيرامي ، شيخ التكية البيرامية والفلكي المشهور.
مولده سنة ١٢٢٨. قرأ النحو والفقه على الأستاذ الكبير الترمانيني ، ثم شد الرحال إلى الديار المصرية أربع مرات وجاور في أزهرها ، وكان في كل مرة يقيم أزيد من سنتين. ورحل إلى مكة المكرمة وجاور فيها أربع سنين. ورحل إلى الآستانة عدة مرات. وكان في رحلاته جميعها يجد في تحصيل أنواع العلوم ويجني من ثمارها. وأكب على تحصيل علم الفلك إلى أن برع فيه ومهر وصارت له فيه اليد الطولى ولا يدرك شأوه فيه. ثم تصدى للتأليف فيه فألف عدة كتب أضاعتها أيدي الزمان ومزقتها كل ممزق ، وقيل أحرقها أخوه الحاج يوسف دده الشاعر المشهور بغضا فيه.
وكان عالما باللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية ، وله فيها أشعار حسنة ، لكن لم يصل إلينا منها شيء. ونظم مولدين شريفين بالعربية والفارسية سماهما «الحميدية في قصة خير البرية» ، ونظم مولدا باللغة الفارسية سماه «الابتهالات في قصة صاحب المعجزات» ألفه سنة ١٢٧٨.
ومن آثاره جرن من حجر رسم فيه دائرة تعلم منها الأوقات وهو موضوع في صحن الجامع الأموي ، ومن تأمل في هذه الرسوم يعلم تضلع المترجم في العلوم الفلكية ، وكان صنعه له سنة ١٢٩٧ وصنع نظيره للسلطان عبد الحميد الثاني سنة ١٣٠٠ وضع في سراي يلدز المشهورة في الآستانة ، وأجزل له السلطان المذكور العطاء على ذلك.
وكان شيخا للتكية البيرامية الكائنة خارج محلة آقيول ، جلس على سجادتها سنة ١٢٤٤