الشعبانية التي اشترط واقفها أن يكون مجاوروها من الغرباء ، وقد أصبحت حالتها مثل حالة هذه المدرسة ، فقرر المجلس وقتئذ في قراره (٢٩) ما يأتي :
فهم أن بعض المدارس في حلب التي اشترطها واقفوها لطلاب العلم الشريف الغرباء من قطر معين ولهم مرتبات معلومة هي معطلة من بضع سنين لعدم وجودهم ، ولما كان هذا الشرط متعذر العمل به الآن ومفوتا لغرض الواقفين تقرر إلزام المتولين بإسكان هذه المدارس ممن وجد من طلاب العلم الفقراء وإجراء الرواتب عليهم حسبما جاء في المادة ١٤ من قرار المجلس الأعلى رقم ـ ١٦ ـ إلى أن يحضر الغرباء المشروط لهم فيقدمون عندئذ عملا بشرط الواقف وذلك حرصا على إحياء الغاية الأساسية من نشر العلم الذي هو غرض الواقفين الواجب مراعاته. ا ه.
وقد الزمت دائرة الأوقاف بمقتضى هذا القرار المتولين على المدرستين أن يقبلوا فيهما الطلاب سواء كانوا من أهل هذه البلاد أو من غيرها ، إلا أنه لم تتحقق الغاية المطلوبة لعدم انتظام أمر التدريس فيهما وعدم العناية بأمر الطلاب وتطبيق النظام الموضوع للمدرسة الخسروية ، ولذا لا يؤمل أن تخرج لنا هاتان المدرستان ما دامت هذه حالتهما رجالا لا يخدمون دينهم وأمتهم ولله الأمر من قبل ومن بعد.
١١١٨ ـ عمر بن حسين اللبقي المتوفى سنة ١١٨٩
(١) عمر بن حسين بن عمر الشهير باللبقي ، الحنفي الحلبي الفاضل الأديب.
كان ذكيا له يد ومعرفة بفنون الأدب ، حسن الأخلاق سهل المعاشرة لطيف الخلال.
ولد في سنة ست عشرة ومائة وألف ، وقرأ على عبد الوهاب العداس وعبد السلام
__________________
(١) تنبيه : ذكرت في ترجمة والد المترجم العارف بالله طه زاده أن وفاته كان سنة ١١٣٧ كما أرخ بذلك الشاعر البيري بقوله (لطه منزل في الخلد رحب) ثم وجدت على باب تربته هذه الأبيات :
تغمد الله طاها |
|
برحمة لا تناها |
فقد سما باجتهاد |
|
وطال عزا وجاها |
ومذ قضي حل أرخ |
|
بجنة الخلد طاها |
(١١٣٦)
فما هنا أصح مما هناك.