ثم ارتحل إلى توقات وقيصرية وبهنسه واشتغل على الفحول من علماء تلك البلاد كالبرهان إبراهيم التوقاتي وأبي عفان عثمان المفتي والسراج علي (١) الخربوطي وأبي عبد الله محمد بن الحسين الحجابي وغيرهم. وقرأ الكتب المطولة في غالب العلوم والفنون.
وقدم حلب وقرأ بها أكثر الصحيح للبخاري وحصة من صحيح مسلم ونخبة الفكر وحصة من تفسير القاضي البيضاوي على أبي اليمن تاج الدين محمد بن طه بن محمد العقاد ، وسمع عليه وأجاز له. ودرس بحلب وأقرأ واشتغل بالإفادة ، ثم ولي تدريس المدرسة العثمانية ودرس بها (ومن هنا اشتهر بالمدرس) ولازمه جماعة.
وكان من العلماء الأذكياء والفضلاء المشهورين.
وقد اجتمع فيه بحلب سنة خمس ومائتين وألف خليل أفندي المرادي مفتي دمشق الشام ، وكل منهما قد أسمع الآخر من فوائده. ولم أقف على تاريخ موته ومحل دفنه. ا ه. (حلية البشر).
أقول : كان قدومه إلى حلب في حدود سنة ألف ومايتين ، ثم عين مدرسا للمدرسة العثمانية بعد وفاة مدرسها لمعرفته باللغة التركية وذلك على مقتضى شرط واقفها أن يكون أحد مدرسيها عالما بهذه اللغة. وممن أخذ العلم عنه الشيخ عقيل الزويتيني والشيخ محمد أبو الوفا الرفاعي والشيخ مراد أفندي الجابري والشيخ أحمد العبجي وخير الدين أفندي المرعشي وإبراهيم أفندي المرعشي وابنه مفتي حلب عبد الرحمن أفندي المدرس ومحمد أسعد الجابري وبهاء الدين أفندي القدسي وغيرهم.
ورأيت في المكتبة الجابرية التي هي الآن في المدرسة الشرفية ثبتا في أوله إجازة من المترجم للشيخ مراد أفندي ابن عبد القادر أفندي الجابري محررة سنة ١٢٤٥. وكانت وفاته سنة ألف ومائتين وخمسين ، ودفن في تربة الجبيلة ، في أوائلها من الجهة الغربية وحوله قبور ذريته. وهو جد الأسرة الشهيرة بحلب المعروفة ببيت المدرس.
١٢٠٣ ـ الشيخ سعيد البادنجكي المتوفى سنة ١٢٥٠
الشيخ سعيد بن عبد الواحد ابن السيد مصطفى ابن السيد عبد الرحمن النبهاني المشهور
__________________
(١) في «حلية البشر» عمر.